*تقلبات حادة في الأسواق العالمية: وقف إطلاق النار أنعش الأسهم ومخاطر جديدة تلوح في الأفق*

0
90

أنهت الأسواق المالية النصف الأول من عام 2025 على وقع تقلبات شديدة، كان أبرزها تراجع مؤشر “إس آند بي 500” بنسبة 19% من ذروته، قبل أن يستعيد خسائره ويغلق عند مستوى قياسي جديد. جاء هذا الانتعاش في أعقاب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مما أعاد شهية المستثمرين للمخاطرة.

رغم الانتعاش، لا تزال الأسواق تواجه عدداً من المخاطر البارزة، في مقدمتها اقتراب الموعد النهائي لصفقات التعريفات الجمركية الأميركية، بالإضافة إلى توقعات أرباح الشركات التي تتباين من قطاع إلى آخر، وتساؤلات مستمرة حول مستويات الدين الأميركي ودور مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وتظل التوترات بين الولايات المتحدة والصين مصدر قلق كبير، رغم الآمال في تخفيف حدتها بعد إعلان إطار عمل تجاري جديد بين البلدين. إلا أن بعض مديري الأصول العالميين يحذرون من أن السوق قد لا تستمر في مسارها التصاعدي في النصف الثاني من العام، مع توقعات بزيادة في مستويات التقلب.

يشكّل الموعد النهائي الذي حدده الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 9 تموز/يوليو لإبرام اتفاقيات تجارية مع شركاء الولايات المتحدة تهديداً مباشراً لأسعار الأسهم. في حال فشل التوصل إلى اتفاق، قد يتم فرض رسوم جمركية أعلى بكثير من نسبة الـ10% الحالية، مما يفاقم الضغط على الأسواق.

بينما تُعد المملكة المتحدة من الدول القليلة التي توصلت إلى اتفاق مبدئي، تستمر المحادثات مع شركاء رئيسيين مثل الهند، اليابان، والمكسيك. وتشير تقارير إلى اقتراب واشنطن من التوصل إلى اتفاقيات مع كل من فيتنام والمكسيك أيضاً

المرونة التي أظهرتها الشركات الأميركية كانت من أهم دعائم انتعاش الأسهم في الأشهر الماضية. ويتوقع المحللون ارتفاع أرباح شركات مؤشر “إس آند بي 500″ بنسبة 7.1% هذا العام، مع تسارع محتمل في 2026. إلا أن هذه التوقعات ستُختبر قريباً مع بدء صدور نتائج الربع الثاني، في وقت شهد فيه موسم الأرباح السابق تخفيضات في التوقعات نتيجة لارتفاع التكاليف وضعف ثقة المستهلكين.

ساهم وقف التصعيد بين إسرائيل وإيران في تهدئة أسعار النفط، ما خفف من المخاوف بشأن التضخم، وبالتالي دعم آمال خفض الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. لكن هذا التراجع في أسعار الطاقة لا يزال هشاً، في ظل الغموض المستمر حول مستقبل البرنامج النووي الإيراني.

وفي الوقت نفسه، تُبقي العلاقات المتوترة بين الصين والولايات المتحدة المستثمرين في حالة ترقب. من أبرز التساؤلات: هل ستتيح الاتفاقية التجارية الجديدة للشركات الأميركية الوصول إلى المعادن الأرضية النادرة الصينية؟ وهل سيتم تسهيل حصول شركات التكنولوجيا الصينية على التقنيات الأميركية المتطورة؟

فقدت الولايات المتحدة آخر تصنيف ائتماني ممتاز لها في أيار/مايو، وسط تصاعد القلق من حجم ديونها المتنامي. وتشير التقديرات إلى أن قانون ترمب للضرائب والإنفاق قد يضيف تريليونات الدولارات إلى الدين الفيدرالي خلال السنوات القادمة.

بعض المستثمرين حذروا من سيناريو مشابه لـ”لحظة ليز تروس” في المملكة المتحدة عام 2022، والتي جاءت نتيجة للإنفاق غير المنضبط، إضافة إلى تساؤلات حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي الامركي. في هذا السياق، تنبع المخاوف من أن رئيس الاحتياطي الفيدرالي القادم قد لا يتمتع بنفس الاستقلالية، ما قد يثير قلق الأسواق بشكل مفاجئ