مشروع تغيير الجغرافيا في المنطقة لم يعد سريا

0
127

سوريا على كف عفريت

سوريا، التي تشهد جنوبا وشمالا سلسلة من الاحداث، تهدد تركيبتها ووحدة اراضيها، حيث بدا لافتا في هذه الأحداث المستمرة دخول إسرائيل على الخط مباشرة بحجة حماية الدروز، ما فتح الباب امام التكهنات حول نوايا تل ابيب المستقبلية في خلق شريط أمني جديد قرب الجولان على غرار تجربة جنوب لبنان في الثمانينيات، علما أن تدخلها هذه المرة يأتي بعد «اختراق» كبير في الاتصالات بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة السورية الجديدة، وعقب لقاءات إسرائيلية – سورية عُقدت على مستوى أمني عال في أذربيجان.

فمع استمرار التوتر وتعدد اللاعبين يبدو أن السويداء باتت مرشحة لأن تكون بؤرة تصعيد سياسي وعسكري إقليمي، وما يحدث فيها لا يُقرأ فقط من زاوية داخلية، بل يُعيد طرح أسئلة قديمة – جديدة حول مستقبل سوريا كدولة، ودور الأقليات في رسم خرائط النفوذ الجديدة.

الانعكاسات على لبنان

ونقلت “الديار” عن مصدر سياسي مخضرم، ان مشروع تغيير الجغرافيا في المنطقة، وفق ما يخطط له بنيامين نتنياهو، مدعوماً من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي يقوم على تفتيت الكيانات وتحويلها إلى دول متصارعة لها ثقافات وطوائف متعددة، لم يعد سريا في ظل تصريحات توماس بارّاك عن سايكس – بيكو وضرورة تغييره، مشيرا إلى ان ما يحصل في سوريا، شرقا وجنوبا، من تعقيدات تتعلّق بالمكونين الكردي والدرزي، قد يؤدي الى تفجير الوضع السوري برمته وجر سوريا ومعها المنطقة الى مكان آخر.

وأكد المصدر أن الطريقة الوحيدة لابقاء لبنان بمنأى عما يحصل وتحصينه يكون عبر التفاهم الداخلي الجاد حول المخاطر المحدقة، وأن يكون حزب الله جزءاً من استراتيجية دفاع وطنية واضحة ومُعلنة، في ظل وضع داخلي «ملغوم»، من انتشار المخيمات سواء الفلسطينية أو السورية، دون اسقاط عامل التهديد الإسرائيلي القائم والمتصاعد، والذي يراكم أطماعه الجغرافية والاستراتيجية، ما يُضعف قدرة الدولة على حماية نفسها من التهديدات الخارجية.

وختم المصدر مبديا خشيته مما قد تحمله الايام القادمة، خصوصا ان تاثير هذه الاحداث على الساحة اللبنانية بدأ يتخذ منحى خطيرا، فبعد المواقف السياسية الدرزية المتفاوتة، تم قطع طريق صوفر – عاليه احتجاجا على احداث السويداء، وتكسير سيارات سورية، ما قوبل بقطع طريق المصنع من قبل «مؤيدين» للنظام السوري.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا