سيناريوات مقلقة وتصعيد محتمل على الجبهة الشرقية … تحذيرات دولية للبنان.. «الإنفجار وشيك استعدوا للأسوأ» موجز للوضع الامني والسياسي كما تناقلته الصحف

0
118

كشف مرجع كبير أن التحذيرات الغربية والعربية وصلت إلى مستويات عليا في الدولة اللبنانية بلغة مباشرة لا تحتمل التأويل: “الانفجار وشيك، وعليكم الاستعداد للأسوأ”. وأشار المرجع إلى أن زيارة براك تهدف إلى إعلان تطبيق البنود المطلوبة من لبنان حرفيًا، دون تأخير أو تعديل.

حالة من الاستنفار السياسي والأمني يعيشها لبنان على الصعيدين الرسمي والشعبي، تبدأ من المخاوف المتزايدة من تداعيات الأحداث في سوريا، ولا تنتهي عند المشاورات حول صياغة الرد اللبناني على الرد الأميركي.

لبنان الرسمي في سباق مع الوقت لإعداد رد واضح على الملاحظات التي حملها المبعوث الأميركي توم براك، والمتوقع أن يعود إلى بيروت الأسبوع المقبل، وسط إلحاح أميركي على ترجمة الالتزامات السياسية إلى خطوات تنفيذية ملموسة، تتضمن جدولاً زمنيًا واضحًا لبسط السيادة الكاملة وسحب السلاح غير الشرعي.

إجتماعات مكثفة للجنة الرئاسية

اللجنة الرئاسية المكلّفة إعداد الرد اللبناني تواصل اجتماعاتها بشكل مكثف، وسط قناعة راسخة في دوائر القرار بأن الصبر الأميركي بدأ ينفد، وأن أي تأخير إضافي قد يُقابل بمواقف أكثر صرامة من قبل واشنطن.

براك في بيروت لمدة يومين

وكشف مصدر وزاري لصحيفة “نداء الوطن” أن براك سيزور لبنان لمدة يومين، حيث من المتوقع أن يصل الثلاثاء المقبل ويلتقي بالرؤساء الثلاثة جوزاف عون، نبيه بري، ونواف سلام، إضافة إلى وزير الخارجية يوسف رجي وشخصيات سياسية وأمنية أخرى، لتسلُّم الرد اللبناني على ورقته الأخيرة.

وأوضح المصدر أن الرد اللبناني يحتوي على محاولات “تدوير زوايا” فيما يتعلق بالالتزامات، وربط تنفيذ أي خطة لنزع السلاح غير الشرعي بوقف نهائي من قبل إسرائيل لإطلاق النار ووقف الخروقات والاغتيالات.

ونقلت صحيفة “نداء الوطن” عن مصدر دبلوماسي غربي في بيروت أنّ زيارة براك ستكون حاسمة في تحديد اتجاه الأمور في لبنان، إما نحو التسريع في الحلول أو نحو مزيد من التصعيد.

وأكد المصدر الإرادة الدولية والعربية لضمان انفراج الوضع في لبنان بدلاً من انفجاره.

هل انقلب حزب الله على الورقة الأميركية؟

وفي موقف تصعيدي، رفضت كتلة “الوفاء للمقاومة” مضمون الورقة الأميركية، معتبرة إياها مشروع اتفاق جديد، ومطالبةً بإلزام إسرائيل أولاً بتطبيق الإجراءات التنفيذية للقرار 1701، قبل الحديث عن أي خطوات إضافية. هذا الرفض يطرح تساؤلات كبيرة حول الأثمان المحتملة التي قد تترتب على لبنان حتى قبل بدء تنفيذ خطة نزع السلاح.

تحذيرات دولية واضحة: “الانفجار وشيك”

في موازاة ذلك، أبلغت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس-بلاسخارت، مجلس الأمن، أن حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية لن يتحقق بين ليلة وضحاها، مؤكدة على ضرورة وضع خارطة طريق واضحة ومحددة زمنياً للوصول إلى هذا الهدف.

وبحسب معلومات “اللواء”، كشف مرجع كبير أن التحذيرات الغربية والعربية وصلت إلى مستويات عليا في الدولة اللبنانية بلغة مباشرة لا تحتمل التأويل: “الانفجار وشيك، وعليكم الاستعداد للأسوأ”. وأشار المرجع إلى أن زيارة براك تهدف إلى إعلان تطبيق البنود المطلوبة من لبنان حرفيًا، دون تأخير أو تعديل.

سيناريوات مقلقة وتصعيد محتمل على الجبهة الشرقية

تحدثت المعلومات أيضًا عن تقارير أمنية تتوقع تزامن اجتياح بري إسرائيلي من الشرق مع عدوان جوي وبحري، يهدف إلى فصل مناطق البقاع والجنوب عن بيروت، وسط حديث عن إنزالات جوية إسرائيلية محتملة.

وفي هذا السياق، أكد المرجع أن الدولة اللبنانية وضعت خطة طوارئ للتعامل مع أي تصعيد، وأن العشائر في القرى الأمامية أبلغت استعدادها لوضع نفسها في خدمة الدولة للدفاع عن أراضيها.

تداعيات التصعيد في سوريا تُهدّد لبنان

وفي ظل التدهور الأمني المتسارع والانقسام السياسي والميداني في سوريا، تزداد المخاوف اللبنانية من انتقال نيران الأزمة إلى الداخل، وسط تقديرات رسمية وسياسية تُحذّر من تداعيات كارثية على الاستقرار اللبناني على المستويات الأمنية، الاجتماعية والطائفية.

فمع اشتداد المواجهات في الجنوب السوري، بدأت ترتسم معالم تهديد مباشر للبنان، حيث يستفيد الكيان الإسرائيلي من هذا الواقع المأزوم، فباشر بخطوات ميدانية تهدف إلى توسيع “المنطقة الآمنة” التي يديرها، انطلاقًا من جبل الشيخ والجولان وصولاً إلى مناطق حدودية بمحاذاة شبعا وراشيا، ما يشكّل خطرًا على السيادة اللبنانية ويغذّي النزعات الانفصالية في المنطقة.

بوادر انقسام طائفي وتسليح مجموعات مجهولة

المخاوف في لبنان لا تقتصر على الخروقات الإسرائيلية فحسب، بل تمتد إلى الانقسام الطائفي والمذهبي الذي بدأ يتصاعد داخل سوريا، خصوصًا بين الدروز وبعض العشائر السنية، وهو توتر بدأ يتسرّب إلى الداخل اللبناني، عبر مظاهر فردية في مناطق مثل البقاع والجبل، حيث ظهرت تحرّكات غير واضحة الانتماء والهدف، وسط اكتشاف أسلحة وتجمعات مسلحة سورية.

وتُحذّر مصادر أمنية من احتمال انفجار هذه التوترات تدريجيًا في مناطق أخرى مثل طرابلس، التي لطالما اعتُبرت بيئة خصبة لانتشار الجماعات المتشددة والخلايا النائمة، ما يستدعي تحركًا جديًا واستباقيًا من قبل الأجهزة الأمنية.

استنفار أمني وسياسي لتطويق أي فتنة

في مواجهة هذه التهديدات، كشفت مصادر حكومية لصحيفة “اللواء” أن رئيس الحكومة نواف سلام أجرى اتصالات عاجلة مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، ومع الأجهزة الأمنية، بهدف ضبط الوضع ومنع انتقال الصراع السوري إلى الداخل اللبناني.

وخلال الاتصال، شدّد كل من سلام وجنبلاط على ضرورة صون وحدة سوريا، وضرورة تحلّي اللبنانيين بالهدوء والحكمة لتفادي الانزلاق إلى توترات داخلية، فيما أثنى سلام على الجهود التي تبذلها القيادات الدرزية لاحتواء الوضع.

عون ودريان يدخلان على خط التهدئة

بدوره، أجرى الرئيس السابق ميشال عون اتصالًا بجنبلاط أكد فيه على أهمية التنسيق الوطني في هذه المرحلة الحرجة، مشيرًا إلى أن مؤسسات الدولة جاهزة لأي جهد لحماية الاستقرار. وفي السياق نفسه، اتصل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بجنبلاط، داعيًا إلى التعاون بين القوى السياسية واللوجستية لتفادي أي تداعيات داخلية.

موقف مشترك للدروز والسنّة: لا للفتنة ولا للتدخل الإسرائيلي

وفي مواقف لافتة، شدّد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز، سامي أبي المنى، على رفض انتقال الفتنة إلى لبنان، مؤكداً التنسيق الكامل مع مفتي الجمهورية لمعالجة أي توتر. كما دعا الأجهزة الأمنية إلى توقيف المعتدين ومنع تفلّت الوضع. وأشار أبي المنى إلى اتصاله بالسفير السعودي للمطالبة برعاية عربية لوقف التصعيد في السويداء، مطالبًا الدولة السورية بتحمّل مسؤوليتها في ضبط العناصر المتطرفة داخل أجهزتها.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا