مع احتدام المواجهات الدامية في محافظة السويداء جنوب سوريا بين مجموعات محلية مسلحة وقوات العشائر العربية، بدأت تلوح في الأفق مؤشرات خطيرة على تورّط مقاتلين لبنانيين في النزاع، وسط تداول واسع لمعلومات وصور تؤكد مقتل أحدهم خلال مشاركته في القتال الدائر.
شاب لبناني يُقتل في السويداء
وأثارت صورة الشاب مصطفى سليمان المليحان، الذي قيل إنه قتل في المعارك الأخيرة، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية.
وينحدر مصطفى ينحدر من منطقة وادي خالد – عكار، وكان يقاتل إلى جانب مجموعات عشائرية سورية منخرطة في المواجهات الجارية في السويداء.
وأكدت المعلومات أن مشاركة الشبان اللبنانيين في هذه المعارك لا تقتصر على حالات فردية، بل تشمل عدداً من الشبان من مناطق شمالية، خصوصاً من القرى الحدودية مثل وادي خالد، حيث الروابط القبلية والعائلية المتداخلة مع الداخل السوري، تُسهّل هذا النوع من التحركات العابرة للحدود.
صمت رسمي… وقلق أمني
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي لبناني بشأن مقتل مصطفى المليحان أو مشاركة لبنانيين في المعارك الدائرة في سوريا. لكن مصادر أمنية غير رسمية وصفت هذا التطور بأنه “بالغ الحساسية”، محذّرة من أن توسّع هذا النوع من الانخراط المسلح قد يهدد الأمن الحدودي اللبناني – السوري، ويفتح باباً أمام تعقيدات جديدة في العلاقات الثنائية، خاصة في المناطق ذات الامتداد الاجتماعي المشترك.
البُعد العشائري للملف
وتعكس المشاركة اللبنانية – بحسب المعطيات – ديناميات عشائرية تتخطى حدود الدولتين. فبين وادي خالد في لبنان ومناطق العشائر في جنوب سوريا، تمتد علاقات قديمة من النسب والمصاهرة والانتماء القبلي، ما يفسّر قدرة بعض الأطراف المحلية على استقطاب مقاتلين من الجانب اللبناني في لحظات توتر أمني.
غير أن مراقبين حذروا من خطورة ترك الملف من دون معالجة، لأن تحوّله إلى مسار منظم قد يؤدي إلى نشوء بؤر مسلحة عابرة للحدود، لا يمكن ضبطها بسهولة، خاصة في ظل هشاشة الوضع الأمني والاقتصادي في البلدين.
تساؤلات حول المسار المقبل
وفي ظل غياب توضيحات رسمية أو تحقيقات معلنة، يبقى السؤال الأبرز: هل نحن أمام بداية تحوّل في دور بعض اللبنانيين داخل الصراع السوري؟ أم أن ما يجري يبقى في إطار تحركات فردية ذات طابع عشائري محدود؟
الإجابة على هذا السؤال مرهونة بتطورات الأيام المقبلة، لا سيما مع استمرار التوتر في السويداء، وبقاء الحدود الشمالية الشرقية للبنان هشّة وقابلة للاشتعال في أي لحظة.






