برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ممثلًا بوزيرة السياحة لور الخازن لحود، أُعيد افتتاح مغارة جعيتا بعد إقفال دام ثمانية أشهر، في حفل وطني رسمي وشعبي حاشد عُقد في موقع المغارة بحضور وزراء ونواب حاليين وسابقين، وقيادات أمنية، وفعاليات بلدية وثقافية وإعلامية.
افتُتح الحفل بالنشيد الوطني اللبناني تلاه عرض وثائقي من إعداد إلسي خليل عن تاريخ المغارة منذ اكتشافها عام 1882. وألقى رئيس بلدية جعيتا وليد بارود كلمة أكد فيها على التحديات التي واجهت إعادة الافتتاح، مشيدًا بتعاون وزارة السياحة والبلدية، ومثنيًا على دعم رئيس الجمهورية.
كما ألقى الوزير السابق زياد بارود كلمة لافتة قال فيها: “علي بابا ليس هنا الليلة… هنا مغارة لا تشبه دهاليز الفساد، بل كنز طبيعي يعود ليُروِي لبنان”. وحيّا بلدية جعيتا وأهاليها لحفاظهم على هذا المعلم الطبيعي، مشددًا على أهمية حماية ثروات لبنان البيئية.
وألقت الوزيرة لحود كلمة رئيس الجمهورية جاء فيها: “مغارة جعيتا تعود لتكون رمزًا لصمود لبنان وجماله، بفضل إصرار فخامة الرئيس والشراكة بين وزارة السياحة وبلدية جعيتا”. وكشفت عن خطوات عملية تم اتخاذها، منها تسليم إدارة المغارة مؤقتًا للبلدية، بانتظار إطلاق مناقصة شفافة لاستثمارها المستدام. كما أعلنت نية الوزارة تفعيل ملف إدراج المغارة على لائحة التراث العالمي لليونسكو.
وأشارت لحود إلى أن النهج السياحي الجديد لا يكتفي بالمهرجانات والصور، بل يعتمد على سياسات واقعية تعزز الخدمات والبنى التحتية، مؤكدة على الشراكة بين الوزارات والقطاع الخاص والبلديات
ثم ألقت لحود كلمة رئيس الجمهورية قالت فيها: “يشرفني أن أقف بينكم اليوم، ممثلة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في مناسبة تحمل الكثير من الرمزية والدلالات. فمغارة جعيتا، هذه الأعجوبة الطبيعية التي طالما كانت واجهة للبنان في عيون العالم، تعود لتفتح أبوابها من جديد أمام زوارها ومحبيها، بعد ثمانية أشهر من الإقفال القسري. لم يكن هذا الإنجاز ممكنا لولا إصرار الرئيس عون والشراكة الوثيقة والصادقة بين وزارة السياحة وبلدية جعيتا وتفاني الوزير الصديق زياد بارود ومتابعة وسائل الإعلام وأبناء بلدة جعيتا. شراكة وزارة السياحة والبلدية نابعة من إدراك عميق بأهمية المواقع الطبيعية في تحفيز الاقتصاد وبدور البلديات، رغم كل التحديات، في حفظ المرافق العامة وضمان استمرارها. نعرف أن البلديات تواجه أزمات مالية وإدارية، وندرك أنها نقطة التواصل الأولى بين المواطنين والدولة، وهي تحتاج إلى الدعم الحقيقي لكي تنجح لا في أداء دورها فحسب، بل في عملية استعادة الثقة بالمؤسسات وبمسيرة النهوض التي انطلقت في لبنان”.
تابعت: “ما تحقق الأسبوع الحالي من توافد لامتناهٍ من الزوار إلى المغارة، فاق الألف شخص يوميا، هو نتيجة إرادة وصبر وتمسك بالحق. اخترنا الحل القانوني، الواضح والمتدرج. أتممنا كل الإجراءات في ديوان المحاسبة وهيئة الشراء العام وسلمنا الموقع للبلدية وفقا للأصول وسوف تتولى بلدية جعيتا تشغيل الموقع موقتًا، بانتظار إطلاق عملية تنافسية جديدة بشفافية تامة لاختيار مستثمر جديد يلتزم شروط تضمن الجودة وتحمي هذا الموقع الكنز للأجيال القادمة، وضعت هذه الشروط، مشكورة، لجنة متخصصة، وأخص بالشكر شركة دار الهندسة التي قدمت جهدها مجانا، و ال SpeleoClub du Liban لكل العمل الذي سيقوم به النادي، هذه الشروط تحترم دور البلدية، وتفتح الباب أمام تطوير مستدام واستثمار قوي يليق بالموقع ومكانته ولأننا نطمح للأعلى نعلن اليوم نية الوزارة تفعيل ملف طلب إدراج مغارة جعيتا على لائحة التراث العالمي في اليونيسكو
أضافت: “سياستنا السياحية لا تقتصر على المهرجانات والصور الدعائية، على أهميتها. السياسات الجدية تقاس بما تغير فعليا على الأرض لذلك اعتمدنا في وزارة السياحة نهجا واقعيا، مبنيا على المنطق والعمل التراكمي، لا على العناوين الرنانة. من إعادة فتح مغارة جعيتا، إلى إطلاق تطبيق جديد يعتمد الذكاء الاصطناعي لتوفير تجربة سياحية مصممة لكل زائر من تطوير الأداء والخدمات في المطار إلى ورشة تعديل آليات ترخيص المطاعم والفنادق لتكون أكثر شفافية وفعالية، من التواصل المباشر مع الفاعلين السياحيين على كامل مساحة الوطن إلى البدء بعملية تدقيق حقيقية في أرقام الوافدين والزوار والسياح، لمعرفة الحقيقة وليس فقط التسويق. نعمل يدا بيد مع وزارات الأشغال العامة والنقل، والداخلية والبلديات والثقافة والزراعة والبيئة والإعلام والذكاء الاصطناعي والشباب والرياضة لأن السياحة لا تنهض بمفردها. في كسروان، في منطقتي الغالية، نرى الإمكانات الهائلة أمامنا. من منحدرات كفردبيان وفاريا، إلى الشواطئ، من جونية إلى نهر ابراهيم، من سوق الزوق القديم مرورا بجعيتا والتلفريك إلى سيدة لبنان في حريصا ومواقع الجذب المختلفة. لبنان بحاجة اليوم إلى إنجازات تبقيه واقفا في ظل منطقة مضطربة”.
ختمت: “إعادة فتح مغارة جعيتا هي واحدة من تلك الخطوات التي تعيد الثقة، وتعزز الأمل وتؤكد أن التعاون بين الدولة والسلطات المحلية والقطاع الخاص قادر على صناعة الفرق. باسم فخامة الرئيس، أهنئ بلدية جعيتا بدورها الريادي، وأشكر كل من عمل بصمت وتصميم للوصول إلى هذا النهار. لكم منا كل التقدير، ونعدكم بأننا مستمرون بخطى واقعية وبشراكات متينة نحو سياحة تنهض بالاقتصاد وتعيد وصل اللبنانيين بأرضهم وتعزز تألق بلدهم في العالم”.
بعدها كرّم رئيس وأعضاء المجلس البلدي في جعيتا الوزيرة لحود وجال الحضور في معالم المغارة الخلابة. اختتم الاحتفال بإزاحة الستارة عن لوحة الافتتاح وشرب الجميع نخب المناسبة.
واختُتم الحفل بجولة في أروقة المغارة الخلابة، وتكريم الوزيرة من قبل المجلس البلدي في جعيتا، قبل أن تُزاح الستارة عن لوحة الافتتاح وسط أجواء احتفالية






