«أولي البأس».. الإعلان عن جبهة مقاومة موحدة في سوريا وخطاب مرتقب اليوم

0
215

أكدت مصادر مطلعة لـ”النهار” أن القائد العام للمقاومة الإسلامية في سوريا “أولي البأس”، المعروف باسم أبو جهاد رضا، سيلقي خلال الساعات القليلة المقبلة أول خطاب مصوّر له، وذلك بعد فترة من الغموض التام حول هويته وصورته، التي بقيت بعيدة عن التداول طوال الأشهر الماضية.

وبحسب المصادر، فإن الخطاب المنتظر يأتي عقب اكتمال عملية اندماج مجموعات المقاومة المسلحة العاملة في سوريا ضمن كيان موحّد يحمل اسم “أولي البأس”، في خطوة وُصفت بالمفصلية على مستوى التوازنات داخل المشهد السوري.

لثام بسبب الانقسام والإصابة

ورجّحت المصادر أن يظهر أبو جهاد في الخطاب وهو يرتدي لثاماً يغطي وجهه، لأسباب وصفت بـ”العملية والتنظيمية”. إذ يُعارض تيار داخل “أولي البأس” الكشف عن هوية القائد لدواعٍ أمنية، فيما السبب الثاني يعود إلى إصابة تعرض لها أبو جهاد مؤخرًا في إحدى الغارات الإسرائيلية التي استهدفت موقعًا بريف درعا قبل نحو أسبوعين، في سياق التوترات الأمنية التي رافقت أحداث السويداء الأخيرة.

توحيد الفصائل المقاومة

التطور اللافت الذي سبق الخطاب هو الإعلان عن انضمام فصائل مقاومة بارزة إلى كيان “أولي البأس”، أبرزها:

“المقاومة الوطنية في الجولان المحتل”، التي كانت تعمل بإشراف حزب الله والحرس الثوري الإيراني، وأعلنت انضمامها رسميًا اليوم.

“المقاومة الشعبية في سوريا”، وهي مجموعة تنشط في الساحل السوري، أعلنت انضمامها الأسبوع الماضي.

كما من المتوقع خلال الأيام المقبلة، الإعلان عن انضمام “المقاومة الوطنية في لواء إسكندرون” بقيادة علي كيالي (معراج أورال)، وهي خطوة قد تفتح بابًا جديدًا للتوتر الإقليمي، خصوصًا مع تركيا.

وتُعد أنقرة أورال شخصية معادية وتهديدًا لأمنها القومي، وقد أصدرت بحقه مذكرة توقيف وأعلنت مكافأة مالية لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقاله. وكانت تقارير قد تحدثت عن سيطرة قوات تركية على منزله في ضاحية تشرين باللاذقية في أعقاب سقوط النظام السابق في ديسمبر الماضي.

بيان مشترك وتوحيد العمليات

وحصلت “النهار” على نسخة من بيان مشترك صادر عن كل من “أولي البأس” و”المقاومة الوطنية في الجولان”، أكدا فيه تشكيل جبهة موحدة لمواجهة التحديات التي تمر بها سوريا، وتوحيد الصفوف تحت راية المقاومة الوطنية.

وجاء في البيان:
“إن هذه الخطوة تأتي وفاءً لدماء الشهداء، وإيمانًا عميقًا بالثوابت الوطنية، وإدراكًا لخطورة المرحلة التي تشهد تآمرًا دوليًا وعدوانًا داخليًا يستهدف هوية سوريا ووحدة أرضها”.

وأكد البيان أيضًا إطلاق “ميثاق وطني” يهدف إلى مواجهة الاحتلال والخيانة والتبعية، ويشمل إنشاء غرفة عمليات عسكرية مشتركة لتنسيق الجهود العسكرية بين الفصائل المقاومة في مختلف الجغرافيا السورية، مع التعهد بمواصلة الكفاح حتى “تحرير الأرض واستعادة الكرامة”.

خطاب من ثلاث محاور

أما عن فحوى الخطاب المنتظر لأبو جهاد، فتوقعت المصادر أن يتناول ثلاثة محاور رئيسية:

1. رواية “أولي البأس” لسقوط النظام السابق، من وجهة نظر المقاومة، مع تحليل للظروف والمعطيات الميدانية التي مهّدت لهذا الحدث.

2. كشف المخطط الدولي لتفتيت سوريا، مع تسمية الجهات المتورطة داخليًا وخارجيًا.

3. الدعوة لإحياء مشروع المقاومة السورية، في وجه ما وصف بـ”المشروع الاستعماري الجديد” الذي يُراد فرضه على سوريا والمنطقة.

يأتي هذا التحرك السياسي والعسكري الجديد في ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية ضد الجنوب السوري، وتزايد الحديث عن هجمات محتملة تستهدف البنية التحتية للمقاومة. كما تترافق هذه التطورات مع دعوات شعبية من مناطق عدة لتفعيل خيار المقاومة الشاملة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومن يوصفون بـ”عملائه” في الداخل.

يُنظر إلى خطاب أبو جهاد على أنه مؤشر حاسم لتحولات استراتيجية في المشهد السوري بعد سقوط النظام، وقد يكون مقدمة لمرحلة جديدة من الصراع الإقليمي، تتداخل فيها الأبعاد العسكرية والسياسية والطائفية، في ظل استمرار النفوذ الإيراني والدعم الذي تتلقاه هذه الفصائل من أطراف خارجية.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا