نشرت وزارة الخارجية السورية عبر حسابها الرسمي على منصة “إكس” رسالة شكر وتقدير من وزير الخارجية والمغتربين أسعد حسن الشيباني إلى رئيس لجنة التحقيق الدولية المعنية بسوريا باولو سيرجيو بينهيور، وذلك تقديراً لجهوده في إعداد التقرير الأخير حول الأوضاع في البلاد. وأكد الشيباني في رسالته أن “ما ورد في التقرير ينسجم مع ما توصلت إليه لجنة تقصي الحقائق الوطنية المستقلة”، في إشارة إلى توافق النتائج بين اللجنة الأممية واللجنة الوطنية السورية.
ثمّنت وزارة الخارجية هذه الجهود، معتبرة أن التقرير الأممي يمثل خطوة مهمة على طريق دعم مسار بناء المؤسسات وترسيخ دولة القانون في “سوريا الجديدة”. كما شددت على التزام الحكومة السورية بإدماج التوصيات الواردة في التقرير ضمن خططها الإصلاحية، بما يسهم في تعزيز الحوكمة الرشيدة وتحقيق العدالة.
رحبت الوزارة بالتعاون القائم بين لجنة التحقيق الأممية المعنية بأحداث الساحل واللجنة الوطنية المستقلة، مؤكدة أن هذا التنسيق أثمر نتائج ملموسة، من بينها توقيف عدد من المتورطين في أحداث الساحل، في إطار الإجراءات القضائية التي اتخذتها الحكومة لمحاسبة المسؤولين عن تلك الأحداث.
وأوضحت الخارجية أن السلطات السورية باشرت بالفعل بتنفيذ سلسلة من الخطوات الجادة لضمان المساءلة في أحداث الساحل، وأنها ماضية في معالجة الانتهاكات ومنع تكرارها. وأضافت: “توصيات التقرير الأممي واللجنة الوطنية ستشكل خارطة طريق لتقدم سوريا في المرحلة المقبلة… نعمل على ترسيخ العدالة وضمان المساءلة ومنع تكرار الانتهاكات”.
يأتي هذا الموقف في سياق سعي الحكومة السورية إلى إظهار التزامها بالتعاون مع الهيئات الدولية، وتعزيز صورتها كدولة تعمل على إعادة بناء مؤسساتها على أسس من العدالة وسيادة القانون، بما يتماشى مع تطلعات المرحلة الانتقالية نحو “سوريا الجديدة”.
تؤكد وزارة الخارجية السورية أن التعاون الوثيق مع لجنة التحقيق الأممية واللجنة الوطنية المستقلة يشكل خطوة محورية نحو إرساء العدالة وتعزيز الثقة بالمؤسسات. وترى أن التوصيات المشتركة تمثل أساساً متيناً لإصلاح شامل يعالج جذور الأزمات ويضمن عدم تكرار الانتهاكات. ومع التزام الحكومة الجاد بتنفيذ هذه التوصيات، تفتح سوريا صفحة جديدة نحو مستقبل أكثر استقراراً وعدالة لكل مواطنيها






