لم يكن مستغربا ان تنعكس السقطة الأخيرة لـ”حزب الله ” التي جاءت في الخطاب الأخير للامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم اتساعا يحمل دلالات كبيرة ومؤثرة لمن يريد ان يقرأ الوقائع المتجردة ، حيال العزلة المتعاظمة التي يمعن الحزب ومن وراءه ايران في التسبب بها لنفسه وبيئته برمتها. ذلك ان الردود الرسمية التي تقدّمها الرد الفوري الحازم والصارم لرئيس الحكومة نواف سلام اول من امس ومن ثم الردود السياسية اتسمت باجماع عابر للطوائف والأحزاب والجهات السياسية والحزبية على رفض كل ما استحضره الشيخ نعيم قاسم في نبرة التهويل والتهديد بالحرب الاهلية والفتنة وما اليها من استحضارات مقيتة باتت تعكس حالة تآكل للحزب في معاداته مع الدولة وسائر الافرقاء اللبنانيين حتى مع من كانوا حلفاء له في حقبات سيطرته الاسرة على القرار والأرض والتحكم بالسلاح والاستقواء بتبعيته للمحور الإيراني.
ولذا انقلب المنسوب الفالت من أي عقال الحكمة في التهديد والتهويل على أصحابه وارتسمت بعد يوم واحد من خطاب قاسم صورة العزلة الآيلة إلى تثبيت الضعف الاستثنائي الذي بات عليه الحزب فيما هو يعلي نبرة الرفض للانخراط في مسار الدولة والانتظام السياسي غير المسلح . وتتأهب الساحة الداخلية راهنا لرصد أجواء ونتائج الزيارة الرابعة التي يفترض ان يبدأها الموفد الأميركي توم براك لبيروت مطلع الأسبوع المقبل علما ان أهمية هذه الزيارة تتأتى من انها ستشهد خوضا في التفاصيل التنفيذية لورقة براك التي وافق مجلس الوزراء على أهدافها من دون تفاصيلها التنفيذية بعد . ولا يستبعد رغم كل ما حصل في الأيام والساعات الأخيرة ان يواكب “حزب الله ” زيارة براك بجولة إضافية من التصعيد السياسي والهجمات الكلامية العبثية فيما سيجري رصد موقف شريكه الرئيس نبيه بري وما إذا كان سيمضي في مجاراته ببعض الأمور ام سيلعب دورا في إقناعه بالتزام الحد الأدنى من الهدؤ والتعقل .
المصدر – النهار






