المصدر: نداء الوطن
لا يستطيع أحد معرفة اتجاه الأمور في لبنان والمنطقة، فالصورة ضبابيّة وتجدّد الحرب احتمال وارد في أي لحظة في ظلّ مواقف “حزب اللّه” العالية النبرة والتي ترفض تسليم السلاح وخوض قتال كربلائيّ للدفاع عنه.
وفي هذا السياق، تبرز مؤشرات أميركية جديدة على الساحة اللبنانية توحي بوجود تبدّل جذريّ. أحد أبرز تلك المؤشرات، حركة الطيران المدني وليس الحربي، فصحيح أن الولايات المتحدة الأميركية تستخدم مطار حامات لأهداف عسكرية، لكن في لبنان لا يوجد إلّا مطار مدني واحد وهو مطار رفيق الحريري الدولي.
وما يدعو إلى التفاؤل، هو عودة الطيران الأميركي المدني إلى تسيير رحلات من أميركا إلى لبنان مطلع العام المقبل، ومن يدخل إلى التطبيقات الأميركية التي يمكن من خلالها حجز بطاقات السفر إلى بيروت، يرى أن شركة الطيران الوطني الأميركي وشركة “ألاسكا” للطيران ستعودان إلى لبنان ويمكن حجز رحلات منذ الآن، كذلك هناك رحلات ستنظّم إلى لبنان عبر عدد من الشركات العالمية التي تعمل في أميركا.
وإذا كان هذا المعطى الجديد يدعو إلى التفاؤل ويمنح بارقة أمل، إلّا أنّ هناك أمرًا آخر يدعو إلى الاستغراب الشديد ويحصل للمرة الأولى على تطبيقات حجز الطيران في أميركا، ولم يكن موجودًا سابقًا. ففي السابق، كان الحجز يتمّ فقط إلى مطار رفيق الحريري الدولي، أمّا الجديد فهو دخول مطارات لبنانية إضافية على خطّ الحجز من أميركا إلى لبنان، وهناك خيارات جديدة تبدأ في ربيع 2026 حيث يمكن المسافرَ من أميركا إلى لبنان اختيارُ السفر إلى مطار رفيق الحريري الدولي أو مطار شمال لبنان أو جنوبه أو البقاع.
ولا يعتبر هذا الخيار هفوة أو خطأ لأنّ هناك لائحة أسعار للحجز، فعلى سبيل المثال، إذا كان السفر من مطار لوس أنجليس إلى مطار شمال لبنان فسعر البطاقة التي يمكن حجزها في أيلول المقبل عبر الطيران الوطني الأميركي هو 997 دولارًا أميركيًا وعبر الطيران التركي في أواخر آذار المقبل هو 785 دولارًا أميركيًا. وكذلك يمكن السفر إلى مطار في جنوب لبنان ابتداءً من آذار.
تخوض القوى السيادية معركة لفتح مطار آخر غير مطار رفيق الحريري الدولي، وإذا كان هناك ضغط لتشغيل مطار القليعات أو حامات في الشمال، أو فتح مطار رياق في البقاع، وهذا ممكن إذا كان هناك قرار سياسيّ، فثمة سؤال يطرح: أين هو المطار الذي يمكن افتتاحه في الجنوب لأغراض مدنيّة، وهل الأزمة السياسية انتهت ليبدأ مشوار الإعمار في لبنان؟ وهل انتهت أزمة سلاح “حزب اللّه”؟ ولماذا سمح للطيران الأميركي المدني بالعودة إلى لبنان مطلع العام المقبل؟ وأيّ تغيّرات سياسية وعسكرية ستحصل من الآن حتى مطلع 2026 لتُفتح مطارات جديدة بهذه السرعة؟ أسئلة كثيرة والأجوبة في جيب من يُخطّط وينفّذ.






