أفاد مصدر يمني أن العاصمة صنعاء شهدت، اليوم الأحد، حادثة خطيرة بعد قيام مسلحين تابعين لجماعة الحوثي باقتحام مقرات تابعة لوكالات إغاثية أممية واعتقال عدد من موظفيها. وقال المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، إن مسلحين حوثيين داهموا مقري برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) واعتقلوا قرابة عشرة موظفين.وأوضح أن نحو سبعة من المعتقلين يعملون ضمن طواقم برنامج الغذاء العالمي، فيما تم اعتقال ثلاثة آخرين من اليونيسف، قبل أن يتم اقتيادهم إلى وجهة غير معلومة. وبحسب المعلومات المتداولة، فقد جرى الاقتحام بشكل مفاجئ ومن دون تقديم أي مبررات واضحة للمنظمات أو للموظفين.
حتى الآن، لم تصدر جماعة الحوثي أي تعليق رسمي على أسباب الحملة أو خلفياتها، في وقت تسود فيه حالة من القلق بين موظفي المنظمات الإنسانية العاملة في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
تأتي هذه التطورات بعد يوم واحد فقط من إعلان الحوثيين مقتل رئيس حكومتهم غير المعترف بها، أحمد غالب الرهوي، وعدد من وزرائه، في غارة إسرائيلية استهدفت اجتماعاً لهم في صنعاء، ما أثار تكهنات بأن الخطوة الأخيرة ضد الموظفين الأمميين مرتبطة بتصاعد التوترات الأمنية والسياسية في العاصمة
الجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يُقدم فيها الحوثيون على اعتقال موظفين أمميين، إذ سبق للجماعة أن أوقفت عدداً منهم
خلال السنوات الماضية، ولا يزال بعضهم رهن الاحتجاز. وغالباً ما توجه الجماعة اتهامات بالعمل الاستخباراتي أو “التجسس لصالح الولايات المتحدة ودول أخرى”، وهي اتهامات نفتها الأمم المتحدة مراراً ووصفتها بأنها لا أساس لها وتعرّض حياة العاملين الإنسانيين للخطر.
الحادثة الأخيرة أثارت موجة من القلق لدى الأوساط الإنسانية والإغاثية، خاصة أن وكالات الأمم المتحدة مثل برنامج الغذاء العالمي واليونيسف تضطلع بأدوار محورية في إيصال المساعدات الغذائية والطبية لملايين اليمنيين، في ظل أسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم بحسب توصيف الأمم المتحدة.
تشير التقديرات إلى أن استمرار مثل هذه الانتهاكات سيزيد من صعوبة عمل المنظمات الدولية، ويضاعف معاناة السكان، خصوصاً الأطفال والنساء، الذين يعتمدون بشكل كبير على تلك المساعدات للبقاء على قيد الحياة





