سعد في كلمة انطلاقة المقاومة الوطنية :أُقصِيَت جبهة المقاومة الوطنية عن أدوارها في استكمال معركة التحرير…من مقاومة وطنية جامعة إلى مقاومة فئوية….نسلّم بحصرية السلاح بيد الدولة على أساس مواجهة العدوان…

0
81

كلمة لأمين عام التنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، مما جاء فيها:

في ذكرى انطلاقة جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية…
نحفظ دماء الشهداء والجرحى ، نقدر عذابات الاسرى ، ونفخر ببطولات المناضلين في ميادين القتال….
نصون الكرامة الوطنية ونستمر على نهجنا الوطني والسياسي….
في ذكرى انطلاقة الجبهة….
التحية الى اهلنا الصامدين في جنوب لبنان وفلسطين….
التحية الى كل الشعوب في الغرب والعالم التي تنتفض وتتظاهر ضد الصهيونية العنصرية وانتصاراً للشعب الفلسطيني…
وكل الحب لرمز المقاومة الوطنية المناضل مصطفى معروف سعد…
أيها الاخوة والرفاق…
أُقصِيَت جبهة المقاومة الوطنية عن أدوارها في استكمال معركة التحرير…
من مقاومة وطنية جامعة إلى مقاومة فئوية….
كان ذلك خطأ” جسيما” أدى إلى تطييف ومذهبة المقاومة ونال من إدراك اللبنانيين مجتمعين لمسؤولياتهم الوطنية…
وكأن تحرير الأرض هو مسؤولية فئة بعينها لا يعني الدولة بكل مكوناتها وقواها الشعبية…
الدولة قررت احتكار السلاح وحصريته بيدها، هذا أمر يرتب عليها مسؤولية التصدي للعدوان وتحرير الأرض…
إن لم تفعل فإن أمر احتكار السلاح وحصريته سوف يسقط من يدها ليقع بِيَدِ العدو…
نسلّم بحصرية السلاح بيد الدولة على أساس مواجهة العدوان…
يُقال أن السلاح خارج الدولة قد صادر أدوارها وهمّشها وهذا صحيح….
ولكن الصحيح يقينا” أن عدم تصدي الدولة للعدوان يضرب شرعيتها ويضرب في سلامة الكيان الوطني نفسه…
لا تفاهم ٢٧ تشرين ولا قرار حصرية السلاح ولا إقرار الورقة الأمريكية ولا الترحيب بخطة الجيش أوقف العدوان…
بقي الاحتلال والعدوان وتواصل القتل والتدمير والتهجير …
مطلوب أثمان سياسية…خسرتم الحرب إذن عليكم تسديد فواتير خسارتكم …
ذلكم منطق العدو، نفرض عليكم سلامنا بالقوة وبشروطنا…
هل اللبنانيون مستعدون لسلام القوة الاسرائيلي؟ حكماً لا …
يجب أن يستقر في يقيننا أن لا أميركا الداعمة للعدوان ولا العرب والعدو الاسرائيلي يضرب عواصمهم يشكلون ضمانة للبنان لأمنه، لاستقراره، لاستعادة أراضيه ولوقف العدوان عليه…
ويجب أن يستقر في وعينا أيضا” أن الضمانة الوحيدة والأكيدة للبنان بلا أية أثمان هي وحدة شعبه وإرادته الجامعة المتحررة من أية تبعية…
ليس أمام لبنان وهو يواجه أخطار مصيرية داهمة ومحدقة سوى التحصّن بتوافقات وطنية حول ملفاته الاستراتيجية تصوغها إرادات وطنية حرة ومخلصة….
جميع المسؤولين وجميع القوى السياسية والشعبية على محك التوافقات الوطنية وعليكم المسؤولية كلها إن لم تفعلوا…
ذلك قبل وبعد الرهان على أميركا والغرب ، وذلك قبل وبعد الرهان على العرب والشرق وإلا وقع لبنان في حال من التفكك والتغوّل الاسرائيلي…
إن خلاص لبنان وقوّته ومنعته ووحدته لن تكون إلا على يد اللبنانيين جميعا” ، واليقين اليقين أننا قادرون…
أيها اللبنانيون، لا تكونوا الضعفاء، فالضعف يُغري الأعداء ويُغذّي الأطماع…
أيها الاخوة والرفاق…
في غزة إبادة جماعية وتجويع ممنهج وتدمير شامل وتهجير قسري وبيانات شجب وإدانة رسمية عربية بلا معنى وبلا تأثير أمام الجرائم المروعة…
في الضفة الغربية قتل واعتقالات وضم أراض والدولة الفلسطينية الموعودة تُسقطها الجرافات والدبابات الاسرائيلية
إسرائيل تضرب في بيروت وتضرب في دمشق وتضرب في بغداد وصنعاء وتضرب في الدوحة وتتوعد العالم العربي كله بإعادة رسم خرائطه بالقوة وفق مصالحها…
تتصور اسرائيل أنها قادرة على فرض إرادتها وهندسة سياسات وجغرافيا العالم العربي وفق ما تريد…
هو هوان وليس ضعفا” فالنظام العربي ليس ضعيفا” إلى حدّ التسليم بالغطرسة الاسرائيلية دون ردعها…
وإسرائيل وإن كانت أميركا معها ليست قوية إلى حدّ انتهاك السيادات العربية كلّها ….
بين هوان رسمي عربي متماد وغطرسة اسرائيلية متمادية تدفع الشعوب العربية الأثمان الباهظة من دمها وحريتها واستقرارها ومستقبل أجيالها…
العالم العربي كله على محكّ الانتفاضة لكرامته المُهانة ولأجياله الضائعة ولأوطانه المعروضة للاستباحة والتفكك…
نكبة ٤٨ كان لها ما بعدها …ثورة عبد الناصر…
حرب السويس كان لها ما بعدها…مصر تقود حركات التحرر العربية والعالمية…
نكسة ٦٧ كان لها ما بعدها حرب الاستنزاف وتصاعد العمل الفدائي الفلسطيني…
حرب غزة سيكون لها ما بعدها … واليقين أن الشعوب العربية شوف تثور ذودا” عن أوطانها وكرامتها…
فلتكن قوى جبهة المقاومة الوطنية جاهزة في الميدان الوطني والسياسي والاجتماعي إلى جانب شعبها …
ولتستكمل قواها المعركة التي بدأتها مع إنطلاقة جبهتها…
هي معركة الكرامة الوطنية والعدالة الاجتماعية والحرية ووحدة بلدنا…
هي معركة شعب يريد أن تتحرر إرادته من عدو غاصب ومن سطوة القهر والذل من الداخل…
إنها معركة كل الناس قبل السلاح وبعد السلاح…
على قوى جبهة المقاومة وغيرها من القوى الحية أن لا تتأخر في خوض معاركها فذلك واجب عليها إن تخلّت عنه سقطت وخسرت كل أدوارها..
الدعوة أيضا” موجهة إلى قوى التحرر والتقدم في العالم العربي وهي تواجه تحديات ومخاطر في بلدانها لا تقلّ ضراوة” عما نواجهه هنا في لبنان….
نؤمن بقدرة شعبنا ونؤمن بقدرة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية على تخطي الأزمات والمخاطر…
ونؤمن بأن النضال العربي التحرري التقدمي معينه لا ينضب….

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا