شركة أوركا ستات للاحصاءات:
الانتخابات ليست فقط أرقامًا في صناديق، بل هي معادلة دقيقة تحدّدها نسب الاقتراع والحاصل الانتخابي.
هذه الأرقام تكشف أنّ وزن المقعد يختلف بشكل واضح بين دائرة وأخرى: في بعض الدوائر يصبح الوصول إلى المقعد مهمة صعبة تتطلب عشرات آلاف الأصوات، بينما في دوائر أخرى يكفي بضعة آلاف فقط للفوز. هذا التفاوت يطرح تساؤلات جوهريّة حول عدالة القانون الانتخابي الحالي.
نسب الاقتراع: بين المقيمين والمغتربين
المغتربون
أعلى نسب: كسروان–جبيل 70.71% | المتن 70.45% | الشوف–عاليه 66.61%
أدنى نسب: بنت جبيل-النبطية-مرجعيون-حاصبيا 52.84% | عكار 56.78% | طرابلس -المنية-الضنية 57.60%
المقيمون
أعلى نسب: كسروان–جبيل 66.54% | بعلبك–الهرمل 57.06% | الشوف-عاليه 52.10%
أدنى نسب: بيروت الأولى 33.51% | طرابلس-المنية-الضنية 39.45% | بيروت الثانية 40.13%
الإجمالي (مقيمين + مغتربين)
أعلى نسب: كسروان–جبيل 66.83% | بعلبك–الهرمل 57.17% | الشوف–عاليه 53.17%
أدنى نسب: بيروت الأولى 35.83% | طرابلس-المنية-الضنية 40.18% | بيروت الثانية 41.72%
إجمالي عدد الناخبين: 3,967,507
إجمالي عدد المقترعين: 1,951,683 بنسبة عامة 49.19%
الحاصل الانتخابي (عدد الأصوات المطلوبة للفوز بمقعد)
أعلى دوائر: صور–الزهراني 23,298 | عكار 21,232 | بنت جبيل–النبطية–مرجعيون–حاصبيا 21,109
أدنى دوائر: بيروت الأولى 5,837 | البقاع الغربي–راشيا 11,025 | المتن 11,644
بعض الدوائر تجعل الفوز بالمقعد “أصعب” بكثير (كما في صور–الزهراني أو عكار)، بينما دوائر أخرى تجعل الفوز “أسهل” نسبيًا (كما في بيروت الأولى).
نسبة الحاصل الانتخابي من عدد المقترعين (وزن المقعد داخل الدائرة)
أعلى نسب: جزين–صيدا 19.34% | بعبدا 16.21% | البقاع الغربي–راشيا 16.13%
أدنى نسب: الشوف–عاليه 7.52% | طرابلس–المنية–الضنية 8.68% | بيروت الثانية 8.75%
في جزين–صيدا وبعبدا، المقعد يساوي ما يقارب خُمس المقترعين، ما يرفع عتبة الدخول بشكل كبير. بينما في الشوف–عاليه و طرابلس–المنية–الضنية ، يمكن الوصول إلى المقعد بأقل من عُشر المقترعين فقط، ما يجعل المنافسة أسهل بكثير.
الفارق بين أعلى حاصل انتخابي (صور–الزهراني 23,298) وأدناه (بيروت الأولى 5,837) يعكس تفاوتًا صارخًا في ” وزن المقعد”.
كذلك، الفارق بين دوائر تحتاج أكثر من 16% من المقترعين للمقعد (جزين–صيدا ، بعبدا ، البقاع الغربي–راشيا) وأخرى تكتفي بأقل من 9% (الشوف–عاليه، طرابلس-المنية-الضنية، بيروت الثانية) يُظهر أنّ وزن الصوت يختلف بشكل حاد بين دائرة وأخرى.
هذه الأرقام لا تعبّر فقط عن اختلاف الإقبال، بل هي انعكاس مباشر لطبيعة قانون 2017 الذي جعل بعض الدوائر ساحات “صعبة” للفوز وأخرى “سهلة”.
الخاتمة التحليلية
تُظهر الأرقام أنّ المغتربين حافظوا على نسب اقتراع مرتفعة في كل الدوائر، متجاوزين في معظم الحالات 60%، وهو ما يعكس حماسة سياسية مضاعفة مقارنة بالمقيمين. بالمقابل، المقيمون سجّلوا تفاوتًا صارخًا، حيث انخفضت المشاركة في بيروت الأولى إلى ثلث الناخبين فقط (33.51%).
وفي الوقت نفسه، التفاوت في الحاصل الانتخابي ونسبته من عدد المقترعين يكشف أنّ وزن المقعد ليس واحدًا: ففي بعض الدوائر هو “ثقيل وصعب”، يتطلّب عشرات آلاف الأصوات، بينما في دوائر أخرى هو “خفيف وسهل”، لا يحتاج إلا لبضعة آلاف. هذا التناقض يطرح سؤالًا محوريًا: هل يُترَك المشهد الانتخابي ليفرض هذه الفوارق القاسية بين دائرة وأخرى، أم أنّ الحاجة باتت ملحّة إلى قانون أكثرعدالة يوازن بين الدوائر ويمنح فرصًا متكافئة للجميع؟






