وصفت مصادر المجتمعين لقاء الرئيس عون بالنائب محمد رعد بالجيد، وأكدت أن الجانبين توافقا على أن أمام لبنان ثلاثة أشهر صعبة، وأن ثمة أموراً تستدعي التشاور والاتفاق بشأنها. وفي ما يخص موضوع السلاح، جرى التطرق إلى ما يقوم به الجيش لضبط حصرية السلاح. وتمنى رعد أن يُصار إلى التركيز على العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، مشيراً إلى أن الجيش أنهى تقريباً ملف السلاح جنوب الليطاني، وهو ما يمكن تقديمه كدليل على التعاون أمام المجتمع الدولي. وردّ عون مؤكداً أنه لا يتوقف عن إثارة موضوع العدوان الإسرائيلي، وقد قال في الأمم المتحدة إن “شعبي في لبنان يُقصف يومياً”، مشدداً على أن الاعتداء هو على شعب ودولة لا على حزب بعينه.
وتحدث رئيس الجمهورية عن أن الأجواء غير مريحة، لكنه لا يتبنى فكرة انزلاق الأمور نحو حرب جديدة، مؤكداً أن لبنان يعيش في محيط مثقل بالمخاطر، والمطلوب مواجهة التحديات بالتكاتف الداخلي وتجنب الخلافات لحماية البلد.
ونقل عون لموفد حزب الله ما لمسه خلال زيارته إلى نيويورك، حيث تبيّن له أن لبنان لم يعد أولوية أميركية، في ظل تركيز واشنطن على سوريا والاتفاق في غزة. وبعيداً عن زيارة رعد، أشارت مصادر سياسية إلى أن عون لم يكن مرتاحاً لنتائج زيارته إلى نيويورك حيث لم يلق الوفد اللبناني الاهتمام المعتاد، ما قد يُفهم إما تراجعاً في الاهتمام بلبنان أو نوعاً من الضغط حتى تطبيق المطلوب بشأن حصرية السلاح.
أما من ناحية حزب الله، فقد كانت أجواء اللقاء مريحة، إذ استعرض الجانبان موضوعات الساعة، خصوصاً موقف رئيس الجمهورية من الجيش، وحرص الجيش على حفظ الأمن وحماية المشاركين في فعالية الروشة.
بداية الحوار المباشر
رئيس الجمهورية أوضح لرعد أنه يريد فتح الحوار بشأن حصرية السلاح وطرح الأمر على نقاش جدي. كما تطرقا إلى قضايا أخرى مثل قانون الانتخاب والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، إضافة إلى واقعة صخرة الروشة وما أثارته من ردود فعل. وكان الاتفاق على حماية الساحة الداخلية، وتثبيت نقاط التلاقي، والتركيز على مواجهة العدوان الإسرائيلي والخروقات، وكذلك التصريحات الأميركية التي تؤمن الغطاء لهذه الاعتداءات.
بزيارته، كرّس رعد بداية حوار مباشر مع عون، واضعاً مخاوف حزب الله ومحاذيره حيال ما تشهده المنطقة في عهدة رئيس الجمهورية، مستغرباً التركيز على موضوع السلاح فيما يتعرض لبنان لاعتداءات إسرائيلية متواصلة، وتمر المنطقة بمخاض عسير لا يُعرف كيف سينتهي. هنا وفي ظروف مماثلة قد لا يعود السلاح أولوية، كما يرى حزب الله، فالأهم أن يقوي لبنان حجته في مواجهة عدوان إسرائيل المستمر ويطالب المجتمع المدني الضغط لوقف العدوان والانسحاب، ثم يكون البحث الجدي في المواضيع اللاحقة.






