قاآني: حزب الله استعرض قوّته أكثر من أيّ وقتٍ مضى

0
72

قال قائد فيلق القدس في الحرس الثوريّ الإيراني إسماعيل قاآني، في مقابلةٍ مع التلفزيون الإيرانيّ، إنّ “استشهاد بطل جبهة المقاومة السيّد حسن نصر الله، ورفيقه السيّد هاشم صفيّ الدين، جعل هذا العام بطبيعة الحال عامًا مليئًا بالحزن والأسى لجبهة المقاومة. ومع ذلك، فإنّ نظرةً أعمق إلى هذه المرحلة تظهر أنّ هذا العام كان من أهمّ فترات استعراض القوّة لدى حزب الله”، وذلك نقلًا عن وكالة “تسنيم”.

وأضاف: “لطالما عرف حزب الله بمشاركته في الحروب المفروضة عليه، وكانت مقاومته ضدّ الكيان الصهيونيّ بارزةً في مراحلٍ متعدّدة، لكن في العام الماضي ظهرت نسخةٌ جديدةٌ من هذه المقاومة. ورغم استشهاد السيّد حسن نصر الله، استطاع حزب الله، في ذروة الضغوط والمحن، أن يظهر قوّته وثباته أكثر من أيّ وقتٍ مضى”.

وأوضح قاآني أنّ “لحزب الله دورًا جادًّا وفاعلًا في دعم المقاومة الفلسطينيّة، وقد نفّذ سلسلة عمليّاتٍ ضدّ المستوطنين في شمال الأراضي المحتلّة”. وكشف أنّه “في يوم انطلاق عمليّة ‘طوفان الأقصى’ في 7 تشرين الأوّل، وأثناء دخولي إلى لبنان، كنت أتساءل: كيف سنتحدّث مع السيّد حسن عن هذه العمليّة؟ وماذا يجب أن نفعل أو لا نفعل؟ لكن قبل أن أبدأ بالكلام، رأيت أنّ السيّد حسن نصر الله كان منذ اللحظة الأولى لانطلاق العمليّة غارقًا في التفكير بواجبه الدينيّ والإلهيّ”.

وتابع: “اللافت أنّ لا نحن، ولا السيّد حسن، ولا حتى قادة حماس الأساسيّون، كانوا على علمٍ مسبق بموعد انطلاق العمليّة”، مشيرًا إلى أنّ “إسماعيل هنيّة كان في طريقه إلى المطار للسفر إلى العراق حين تبلّغ الخبر”.

وقال قاآني إنّ “استشهاد القادة الأساسيّين في حزب الله واحدًا تلو الآخر، وبعد حادثة ‘البيجر’ التي وجّهت ضربةً قاسيةً للمجتمع الشيعيّ وجسد المقاومة، دفع الكيان الصهيونيّ إلى شنّ أشدّ حروبه في تاريخه ضدّ حزب الله”، لافتًا إلى أنّ “هذه الحرب غير المتكافئة لم تقتصر على جيش الاحتلال، بل وقفت وراءها الولايات المتّحدة وحلف الناتو وبعض الدول التي تدّعي الإسلام، وسخّرت فيها أدوات الحرب الحديثة لصالح الكيان”.

وذكر أنّه “على مدار 66 يومًا من القتال، ورغم الضغوط غير المسبوقة، صمد حزب الله وحقّق إنجازًا فريدًا في تاريخ المقاومة. حتى في ذروة الهجمات، بلغت كثافة نيران العدوّ مستوياتٍ غير مسبوقة، ومع ذلك بقيت المقاومة صامدة”. وأضاف: “كانت سرعة ردّ فعل العدوّ كبيرةً إلى حدّ أنّ الفاصل بين إطلاق قذائف الهاون ووصولها كان يحدث في أجزاءٍ من الثانية”.

وأشار إلى أنّ “حزب الله أشغل ثلث قدرات جيش العدوّ في جنوب لبنان، ولم يتحمّل الكيان الصهيوني تلك الضغوط، فلجأ إلى تغيير معادلة الحرب. وبعد سلسلةٍ من الجرائم، من استشهاد القادة إلى حادثة انفجار أجهزة النداء، ارتكبت في النهاية الجريمة الكبرى باغتيال السيّد حسن نصر الله”. وتابع: “في هذا الهجوم، بالإضافة إلى استخدام القنابل الثقيلة، استخدمت موادّ كيميائيّة أيضًا، ما يجعله جريمة حربٍ واضحة”.

وختم قائلًا إنّ “الشهيد السيّد حسن نصر الله لم يكن مجرّد زعيمٍ لحزب الله، بل كان بمثابة جبلٍ راسخٍ في لبنان، يستند إليه الناس، شيعةً وسنّة، في أحلك الظروف. وبحكمته وصلابته واجه الكيان الصهيونيّ في المواقف الحسّاسة، متحكّمًا بأبعاد الحرب العسكريّة والنفسيّة، وظلّ صامدًا حتى لحظة استشهاده رغم الإجراءات الأمنيّة المشدّدة”، على حدّ تعبيره.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا