*غزة تحت القصف: استمرار الهجمات الإسرائيلية’ رغم الاتفاق السياسي المبدئي*

0
45

تصعيد إسرائيلي في غزة رغم “خطة ترامب”: تدمير جامعة الأزهر واستهداف المدنيين

-عمرو المصري-

في مشهد يجسّد التناقض الصارخ بين الخطاب السياسي والواقع الميداني، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين 5 أكتوبر 2025، قصفه العنيف على مناطق متفرقة من قطاع غزة، رغم إعلان الحكومة الإسرائيلية موافقتها المبدئية على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب. القصف الواسع، الذي استهدف منشآت مدنية ومناطق مأهولة بالنازحين، أسفر عن عدد من الإصابات وأضرار جسيمة في الممتلكات، كان أبرزها تدمير كامل لجامعة الأزهر في مدينة غزة.

استهداف النازحين والمناطق السكنية

ووفقًا لمصادر محلية في القطاع، قصفت طائرات الاحتلال خيام النازحين شرق مدينة أصداء شمال خان يونس، ما أدى إلى إصابة عدد من المواطنين الذين كانوا قد لجأوا إلى المنطقة بعد تهجيرهم من منازلهم في الأسابيع الماضية. كما استهدفت مدفعية الاحتلال، المتمركزة شرق وادي غزة، تجمعات لمواطنين كانوا بانتظار المساعدات الإنسانية، وهو ما تسبب في وقوع عدة إصابات، وسط حالة من الفوضى والهلع في صفوف المدنيين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي والدوائي.

وتزامن هذا التصعيد مع استمرار الغارات الإسرائيلية الكثيفة على مدينة غزة، حيث شنّ الطيران الحربي سلسلة هجمات على أحياء الصبرة والجلاء والثلاثيني، مستهدفًا بنايات سكنية تعود لعائلتي اللوح وأبو شعبان في محيط مفترق الطيران. ونتج عن ذلك إصابة عدد من المدنيين، وإلحاق دمار واسع بالمباني المستهدفة والمنازل المجاورة، في تكرار لمشهد العدوان الشامل الذي لم يتوقف منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023.

قصف يطال جامعة الأزهر

في تطور أثار استنكارًا واسعًا، استهدفت طائرات الاحتلال جامعة الأزهر بمدينة غزة، مما أدى إلى تدميرها بشكل كامل. ويُعد هذا الاستهداف ضربة جديدة للبنية التعليمية والأكاديمية في القطاع، بعد تدمير عشرات المدارس والجامعات خلال الحرب الجارية. وتؤكد مصادر محلية أن القصف تم بشكل مباشر ومتعمد، في وقت لم تكن فيه المنطقة تشهد أي مواجهات أو نشاط عسكري.

ويأتي تدمير الجامعة في إطار ما تصفه المؤسسات الحقوقية بأنه نهج ممنهج لتدمير البنية التحتية المدنية في غزة، بما في ذلك المرافق التعليمية والصحية والدينية، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف.

استمرار العدوان رغم “القبول السياسي”

ويشير مراقبون إلى أن استمرار القصف الإسرائيلي يؤكد غياب أي التزام فعلي بوقف إطلاق النار الذي يفترض أن يواكب بدء تنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب، التي تتضمن انسحابًا تدريجيًا من القطاع مقابل إطلاق سراح الأسرى والرهائن. ورغم التصريحات الأمريكية التي تحدثت عن “تفاهمات مبدئية” بين الطرفين، إلا أن المشهد الميداني يظهر أن آلة الحرب الإسرائيلية لا تزال تعمل بوتيرة عالية، في تجاهل كامل للوعود السياسية والدبلوماسية التي رافقت الإعلان عن الخطة.

وبينما كانت واشنطن تتحدث عن “أفق سلام جديد”، كانت الطائرات الإسرائيلية تمحو جامعة الأزهر من الوجود، وتستهدف تجمعات المدنيين شرق خان يونس، في مشهد يختصر التناقض بين لغة التفاوض على الورق وواقع الإبادة على الأرض.

ويؤكد استمرار القصف أن الاحتلال يستخدم الحديث عن “خطة ترامب” غطاءً لتكتيك ميداني يهدف إلى فرض أمر واقع جديد بالقوة، في وقت يعيش فيه أكثر من مليوني فلسطيني تحت القصف والتهجير وانعدام أبسط مقومات الحياة، وسط صمت دولي يتواطأ بالصمت مع استمرار الجريمة.