قال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، إن هناك الكثير من التفاصيل التي يتعين العمل عليها بشأن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المكونة من 20 نقطة، لقطاع غزة. فيما أكد وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، استمرار المفاوضات غير المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في مدينة شرم الشيخ، مشيراً إلى إحراز “تقدم كبير لإنهاء الحرب على قطاع غزة”.
وأضاف الأنصار، اليوم الثلاثاء، أن قطر تعمل على الوصول لوقف نار طويل الأمد في قطاع غزة، مشدّداً على أنه من المبكر في الوقت الحالي، التحدّث عن بدائل لخطة ترامب، للسلام. وتابع: “نعمل عن قرب مع الطرف الأميركي للوصول إلى توافق بأن تطبيق خطة ترامب، لن يكون مؤقتا”، مشيرا إلى أنه “لا توجد عراقيل بشأن الموافقة على 20 نقطة وردت في خطة ترمب بل في تطبيق سريع لها”.
وذكر أن “الوقت مبكّر للتحدث عن أي بدائل في حال فشل خطة ترامب، لوقف إطلاق النار في غزة”. وقال الأنصاري إن “وجود مكتب لحماس بالدوحة، كان جزءا من أداة الوساطة التي تقودها دولة قطر، منذ عام 2006”. وأضاف أن “تسليم حماس للرهائن يعني نهاية الحرب، بحسب ما تنص عليه خطة ترامب”. ولفت إلى أن “الموقف الأميركي واضح، ويربط بين تسليم الرهائن ووقف إطلاق النار وإنهاء الحرب”.
مصر
وقال عبد العاطي، في مؤتمر صحافي مشترك مع وزيرة الخارجية السلوفينية تانيا فايونم، في القاهرة، إن المباحثات “تسعى لتكريس مسار السلام العادل على أساس حل الدولتين ووحدة كاملة بين الضفة الغربية وقطاع غزة”.
وأوضح الوزير أن المفاوضات تستند إلى المرحلة الأولى من خطة السلام الأميركية التي طرحهاترامب، وتشمل “إطلاق سراح الرهائن وعدد من الأسرى الفلسطينيين، والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، وضمان النفاذ الكامل وغير المشروط للمساعدات الإنسانية إلى القطاع”.
وأضاف أن القاهرة تعمل بالتوازي على التحضير لمؤتمر للتعافي المبكر وإعادة إعمار غزة، مؤكداً أن مصر تواصل “جهودها الدبلوماسية المكثفة لوقف الحرب ورفع المعاناة والمجاعة”.
أجواء “إيجابية” في المفاوضات
وبالتوازي، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدرين مطلعين على سير المباحثات، أن الأجواء “إيجابية”، مشيرة إلى أن الجولة الأولى استمرت أربع ساعات وتناولت خريطة الطريق وآليات التنفيذ.
وتشمل القضايا المطروحة تبادل الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات مقابل أسرى فلسطينيين بينهم قيادات، ورسم خرائط الانسحاب الإسرائيلي، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية مع بدء وقف إطلاق النار، إضافة إلى بحث آلية إدارة القطاع عبر لجنة فلسطينية مستقلة من الكفاءات.
وأكدت مصادر أن “حماس” شددت على ضرورة وقف الطيران الحربي وسحب القوات الإسرائيلية من المدن لتسريع الوصول إلى المجموعات الآسرة.
كما أبدت الحركة استعدادها لاتفاق شامل “في حال توفرت ضمانات أميركية ودولية”، لكن المفاوضات قد تواجه صعوبات عند بحث التفاصيل.
وترتكز المرحلة الأولى من خطة ترامب على ثلاثة محاور آليات تبادل الأسرى، ترتيبات التهدئة والانسحاب التدريجي، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية. وأشارت إلى أن الوسطاء المصريين والقطريين يكثفون الجهود مع الجانبين للتوصل إلى صيغة عملية.
في المقابل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية بوجود “تفاؤل” في الأوساط الإسرائيلية والأميركية، مع احتمال التوصل إلى اتفاق بحلول الأحد المقبل.
وفي برلين، أعلنت وزيرة التنمية الألمانية ريم العبلي رادوفان استعداد بلادها لتقديم دعم فوري لمشاريع إعادة الإعمار حال التوصل إلى وقف إطلاق النار. وقالت إن لدى ألمانيا مشاريع جاهزة مثل المساكن المؤقتة، مؤكدة أن الوضع الصحي والبيئي في غزة “كارثي”، وأن وزارتها يمكن أن تساهم في بناء مرافق صحية وتوفير المياه وإزالة الأنقاض.
واقع مأساوي على الأرض
وتقدّر تل أبيب أن حركة “حماس” تحتجز 48 أسيراً إسرائيلياً في غزة، بينهم 20 على قيد الحياة، بينما يقبع نحو 11 ألف و100 فلسطيني في السجون الإسرائيلية وسط تقارير عن التعذيب والإهمال الطبي.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن إجمالي عدد الشهداء منذ اندلاع الحرب، بلغ 67 ألفاً و173 شهيداً و169 ألفاً و780 جريحاً، بينهم أكثر من 20 ألف طفل و10 آلاف سيدة، كما استشهد ألف و701 من الطواقم الطبية، ويقبع 362 آخرون في الاعتقال، في وقت تعاني فيه المستشفيات من شلل شبه كامل بعد استهداف 38 مستشفى وتوقف 22 منها عن العمل.
وأوضح مدير عام الوزارة منير البرش أن القدرة الاستيعابية انخفضت من 6 آلاف سرير قبل الحرب، إلى ألفين فقط حالياً، مع نفاد 50٪ من الأدوية و65٪ من المستلزمات الطبية. وأشار إلى أن استهداف مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس أدى إلى فقدان خدمات حيوية مثل جراحة الأعصاب وعلاج السرطان.
ميدانياً، استهدفت المدفعية والطائرات الإسرائيلية أحياء متعددة في غزة، بينها حي النصر وحي الصبرة في المدينة، ومنطقة بطن السمين في خانيونس. كما أطلقت الزوارق الحربية نيرانها باتجاه ساحل النصيرات. وأفادت مصادر طبية باستشهاد ثمانية فلسطينيين منذ فجر اليوم، بينهم طفل في خانيونس ونازح قُتل أثناء انتظار المساعدات الإنسانية.






