أعلنت الأكاديمية الأسوجية، اليوم الخميس، فوز الكاتب المجري لازلو كراسناهوركاي بجائزة نوبل في الأدب لعام 2025، “لأعماله الآسرة والرؤيوية التي تُعيد، في خضم رعب نهاية العالم، تأكيد قوة الفن”. وأضافت الأكاديمية في بيان: “لازلو كراسناهوركاي كاتب ملحمي عظيم في تراث أوروبا الوسطى، يمتد من كافكا إلى توماس برنهارد، ويتميز بالعبثية والإفراط الغريب”. وقالت: “لكن لديه جوانب أخرى، وهو يتطلع أيضًا إلى الشرق بتبنيه لهجة أكثر تأملًا ودقة”.
يُعتبر اسم لاسلو كراسناهوركاي جديدًا بعض الشيء أو نسبياً على القارئ العربي، مع أن بعض أعماله ترجمت إلى العربية لدى دار التنوير منها “كآبة المقاومة” و”تانغو الخراب”، لم تأخذ حيزا في النقد والقراءات الصحفية، رغم مكانة لازلو كراسناهوركاي الأدبية الراسخة عالميًا، فهو نال جائزة بوكر الدولية، ومن المرشحين لنوبل وأعماله كسيناريست مُحترف قدم للسينما روائع كبيرة، بالاشتراك مع مواطنه المجري بيلا تار، أبرزها “تانغو الشيطان”، عن روايته “تانغو الخراب”، وتعتبر تحفة أدبية سوداوية الطابع تدور أحداثها في قرية معزولة على مدى بضعة أيام ماطرة. قلة قليلة من السكان تبقى في هذه القرية البائسة. مخططاتهم الفاشلة، وخياناتهم، وانكساراتهم، وأحلامهم الضائعة. رقصوا رقصة الموت… ودخل إلى عالمهم شخص أوهمهم أنه مخلّصهم. تتميز هذه الرواية بالوصف الدقيق والمفصَّل لشرح أفكار وأفعال الشخصيات للقارئ، فندخل بهذا إلى عقول أولئك الأشخاص، ليس فقط بالاستماع إلى كلامهم بل وأيضًا بقراءة أفكارهم، حتى وإن كانت أفكارًا غير منطقية.
أما الفيلم الآخر فهو “تناغمات فيركمايستير”، عن رواية “كآبة المُقاومة” التي قيل إنها “ت ماثل ما نراه في أرواح ميتة لغوغول، وتتجاوز أشواطًا كل ما تتناوله الكتابات المعاصرة”. رواية سوريالية لها مكانة فاصلة في عالم الأدب، تصوّر سلسلة حوادث غامضة في مدينة صغيرة في هنغاريا. يصل إلى المدينة سيرك يعرض حوتًا محنطًا هو الأكبر في العالم فيثير وصوله شائعات عجيبة. تسري أقاويل تزعم أن للعاملين في السيرك غاية سرية خفية فيتشبث السكان المذعورون بأى شكل للنظام يستطيعون العثور عليه. في الرواية شخصيات يصعب نسيانها: السيدة إيزتر الشريرة التي تهدف إلى الاستيلاء على مقاليد الأمور في المدينة، وزوجها الضعيف؛ وفالوسكا، بطلنا ذو الحظ العاثر صاحب الرأس السابح بين الغيوم، المركز الهش المؤلم في الرواية كلها، الشخص النقي الوحيد ذو الروح النبيلة.






