القيادي في التيار الوطني الحر منصور فاضل : في ذروة أزمة النفايات، كان التيار الوطني الحر الطرف الوحيد الذي تجرّأ على خوض معركة إيجاد حلّ عملي لرفع النفايات عن الطرقات، حين كان الشارع اللبناني يختنق بروائح العجز والانقسام. يومها، وُضع التيار في موقع المتّهم، وتعرّض لحملة سياسية وإعلامية شرسة بلغت حدّ التخوين واتهامات بالفساد، سواء على مستوى السلطة المركزية أو البلديات المعنية، وفي طليعتها بلدية الجديدة.
لكنّ المشهد تغيّر اليوم. فالحكومة الحالية التي تشكّلت بشراكة واضحة بين القوات اللبنانية وحزب الكتائب، تُمسك بالمفاتيح السياسية والإدارية في هذا الملف، في وقت تتشارك فيه بلدية الجديدة الإدارة نفسها بين الحزبين، ويمثّل النائب إبراهيم كنعان ركناً أساسياً في المعادلة المحلية والسياسية على حدّ سواء.
أمام هذا الواقع، تُطرح أسئلة بديهية: ماذا فعلت هذه القوى التي زايدت بالأمس باسم “الشفافية” و”البيئة” عندما أصبحت السلطة في يدها؟ هل استطاعت أن تقدّم نموذجاً أفضل في الإدارة؟ وهل تملك الجرأة السياسية والأخلاقية للاعتذار من الناس بعدما تحوّل الاتهام الذي وجّهته للآخرين إلى مرآة تعكس فشلها هي؟
إنّ ما يعيشه مطمر الجديدة اليوم خير دليل على أنّ السمّ الحقيقي لم يكن بيئياً، بل سياسياً بامتياز.






