لا داعي للهلع من مياه تنورين: بكتيريا الزنجارية الزائفة ليست عالية الخطورة! تعرفوا عليها

0
143

أثار قرار وزارة الصحة اللبنانية الصادر عن وزير الصحة العامة بالوكالة د. نزار هاني رقم 1931/1 تاريخ 13/10/2025 والقاضي بسحب منتجات مياه تنورين المعبأة والمخصصة للشرب من الأسواق اللبنانية بسبب تلوثها (راجع المدن) بلبلة في الأسواق اللبنانية، حيث عمد العديد من المحال التجارية والسوبر ماركات إلى تجميد بيع عبوات مياه تنورين، ريثما يتضح قرار وزارة الصحة.

اعتراض تنورين على الصحة

شركة “مياه تنورين” اعترضت على القرار، معتبرةً أنه “إجراء متسرّع وغير مستند إلى معايير مخبرية واضحة”. وقال رئيس مجلس إدارة الشركة جورج مخول في مؤتمر صحافي اليوم الثلاثاء: “تنورين أجرت فحوصات لمياهها في عدد من الدول التي تُعدّ مرجعاً مخبرياً عالمياً، وجاءت النتائج مطابقة للمعايير الدولية”، وأكد أن “النتائج الأخيرة التي استندت إليها الوزارة غير واضحة وغير دقيقة لتُبنى عليها قرارات بهذا الحجم”.

وأشار مخول إلى أنه “سبق أن خضعنا لفحوصات رسمية، وجميعها أكدت التزامنا بالمعايير الصحية المطلوبة. نحتفظ بحقّنا القانوني في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية سمعتنا واسمنا في السوق”.

ووفق مخول، العيّنة التي استند إليها قرار وزارة الصحة “لم تُسحب وفق الإجراءات الرسمية المعتمدة، ولم يجري إشعار الشركة أو يحضر أيّ مندوب عنها”. 

فحوص الصحة تثبت التلوث تنورين

موضوع تلوث مياه الشركة وفق عينات وزارة الصحة تحولت إلى جدل طائفي في لبنان. واستدعى الأمر إصدار بلدية تنورين بياناً استغربت فيه قرار وزارة الصحة، وطلبت منها “تزويدها بنتائج الفحوصات ومكان إجرائها، خصوصًا أنّ الوزارة في قرارها شرحت أنّ فريق الترصّد الخاص بها أخذ عيّنات بتاريخ 6/10/2025، وأتت غير مطابقة للمواصفات القياسية اللبنانية لتلوّثها ببكتيريا بسودوموناس إيروجينوزا”.

وكانت قد صدرت نتائج فحوص عدة ومن جهات عدة أيضاً، أولها معهد البحوث الصناعية IRI، ومستشفى رفيق الحريري الجامعي، ومستشفى ضهر الباشق الجامعي الحكومي. وتبين من جميعها إلى أن مياه “تنورين” ملوثة ببكتيريا الزنجارية الزائفة  ،(Pseudomonas aeruginosa)  وعلى أثرها أصدرت وزارة الصحة بياناً تشير فيه إلى أنها تتابع بمسؤولية مسار فحص عينات أخرى من مياه الشرب الموجودة في الأسواق باسم “تنورين” في المختبرات، وهي في انتظار آخر النتائج، كما باشرت الوزارة بأخذ عينات من عبوات مياه الشرب الموجودة في الأسواق، والعائدة إلى غالبية الشركات لفحصها، والتأكد من سلامتها وجودتها.

كان من الطبيعي أن تخرج تنورين بهذا المؤتمر الصحافي لتبرئة ساحتها، عارضة فحوصاً أجرتها بنفسها. أما الفحوص الثلاثة التي استندت إليها وزارة الصحة، التي أجريت في ثلاثة مختبرات فتثبت تلوث المياه ببكتيريا الزنجارية الزائفة  ،(Pseudomonas aeruginosa)وهي بكتيريا هوائية مقاومة للمضادات الحيوية، وتُعد من الكائنات الدقيقة التي يمكن أن تسبب مجموعة من الأمراض في جسم الإنسان، وبوجهٍ خاصّ عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، أو الذين لديهم أمراض مزمنة مثل السكري أو أمراض الرئة.

بكتيريا غير خطرة على الأصحاء

ويقول الدكتور عيد عازار، مسؤؤل قسم الأمراض الجرثومية في مستشفى جاورجيوس، في حديث إلى “المدن” إن كل أنواع المياه، سواء كانت مياه الشرب، أو مياه الآبار الإرتوازية أو مياه المسابح، تُفحص على نحوٍ دوري، لسببين، الأول لفحص بكتيريا الكوليفورم الكلي (Total Coliforms) وإيشيريشيا كولاي  ،E. coliالمرتبطة بالبراز البشري. أما البكتيريا  Pseudomonas aeruginosa المشكو منها فموجودة على نحوٍ طبيعي بين التربة والمياه، ووجودها في المنطقة القريبة من المياه، يفتح مجالاً للدخول إلى خزانات المياه لتعشش فيها. ووجود هذه البكتيريا غير محبذ، لكن ضررها الصحي لا يشكّل خطراً على الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة، وهم لا يحتاجون إلى أيّ نوع من الوقاية”. أما الفئات المعرضة للخطر، فهم المرضى في مرافق الرعاية الصحية، خصوصاً أولئك الأشخاص الذين يعتمدون على أجهزة التنفس الاصطناعي، ولديهم أجهزة طبية مثل القسطرة، أو لديهم جروح مفتوحة ناتجة عن جراحة أو حروق، وهي تنتشر عبر ملامسة الأسطح أو المعدات الملوثة، والاتصال من شخص إلى آخر من خلال لمس الأيدي الملوثة. فهذه البكتيريا موجودة في المستشفيات بالرغم من كل عمليات التعقيم التي تحصل. واستبعد عازار أن يحصل أيّ ضرر صحي كبير جراء هذا الأمر.

مصدرها وتلوث الآبار

ويشدد عازار على أنه “يجب ملاحقة مصدر هذه البكتيريا، وإذا كانت من قلب معمل تعبئة المياه، أم من العينات التي جرى فحصها، وكيف أخذت العينات. والأهم أن عازار لا يتوقع أن “يكون هناك حالة وبائية لانتشار هذه البكتيريا، على المستوى الوطني، بسبب استهلاك هذه المياه. ويقول: “لا داعي للهلع، ولا داعي لانقسام اللبنانيين حول هذا الأمر”. بالعكس يرى عازار أنه “يجب فتح ملفات الآبار الارتوازية غير المرخص لها، وعددها 16 ألف بئر، على مستوى جميع الأراضي اللبنانية”. ويقول إن ثمة شكوكاً كبيرة في أن تكون هذه الآبار ملوثة بمياه الصرف الصحي. 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا