قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، اليوم الاثنين، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب “واهم” باعتقاده أنه دمّر المنشآت النووية الإيرانية، وذلك في الغارات الأميركية التي استهدفت المنشآت النووية الإيرانية في حزيران/يونيو الماضي.
وقال خامنئي أثناء لقائه رياضيين إيرانيين: “يتفاخر الرئيس الأميركي: لقد قصفنا الصناعة النووية الإيرانية ودمّرناها. حسنا، عِش هذا الوهم!”، بحسب ما نقل عنه موقعه الالكتروني.
خامنئي لترامب: من أنت لتقرر!
وتسائل خامنئي متوجهاً لترامب: “من أنت لتقرر ما يجب أن تفعله أو لا تفعله دولة تمتلك صناعة نووية؟”، مؤكداً أن “لا علاقة لأميركا بإيران وصناعتها النووية، وأن هذا التدخل تنمّر”. وأضاف أن ترامب “يحاول من خلال تصرفاته السخيفة وكذبه المستمر بشأن المنطقة وإيران وشعبها أن يرفع معنويات الصهاينة ويُظهر نفسه بمظهر القوي”، مضيفاً “إذا كان فعلاً يمتلك قدرة، فليذهب ويهدّئ الملايين الذين يهتفون ضده في مختلف الولايات الأميركية”.
وقصفت الولايات المتحدة في 22 حزيران/يونيو، موقع فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في جنوب طهران، إضافة إلى منشآت نووية في أصفهان ونطنز بوسط البلاد، في خضم حرب استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل.
ولم تُعرف بعد حصيلة الأضرار بدقّة، غير أن الرئيس الأميركي يكرّر منذ أشهر أن هذه المواقع “دُمّرت بالكامل”.
وكانت طهران وواشنطن، قد بدأتا في نيسان/أبريل الماضي،م فاوضات غير مباشرة بوساطة سلطنة عمان حول البرنامج النووي الإيراني، لكنها توقفت بعدما شنّت إسرائيل في 13 حزيران/يونيو، هجوماً مباغتاً ضد إيران، ما أشعل حرباً استمرت 12 يوما، شاركت فيها الولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل.
وخلال الحرب، نفّذت إسرائيل مئات الضربات ضد مواقع نووية وعسكرية في إيران، واغتالت عدداً من العلماء المرتبطين ببرنامجها النووي، فيما ردّت طهران بإطلاق صواريخ ومسيّرات على مناطق إسرائيلية عدة.
حرب ناعمة
وبيّن خامنئي أن بلاده تتعرض لحرب ناعمة تهدف إلى “إحباط الشعب الإيراني وجعله غافلاً أو يائساً من قدراته”، مشيراً إلى أن “أعداء الأمة الإيرانية يسعون أيضاً لتشويه الواقع عبر إنكار الإنجازات أو تجاهلها، وخلط الكذب بالحقيقة، وتضخيم العيوب، ونشر دعايات مغرضة لتصوير أجواء البلاد كئيبة ومظلمة”.
وبحسب الموقع الإعلامي التابع لمكتب القيادة الإيرانية، أشار خامنئي إلى زيارة الرئيس الأميركي لإسرائيل، معتبراً أن هدفها “بثّ الأمل في نفوس الصهاينة اليائسين ورفع معنوياتهم”، موضحاً أن سبب هذا اليأس، هي “الصفعة المدوّية التي وجّهتها الجمهورية الإسلامية لإسرائيل خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً”. وقال إن “الصهاينة لم يتوقعوا أن تتمكن الصواريخ الإيرانية بلهيبها ونيرانها من اختراق أعماق مراكزهم الحساسة وتدميرها وتحويلها إلى رماد”.
وأكد أن “إيران لم تشترِ صواريخها من أحد ولم تستأجرها، بل هي صناعة محلية خالصة، وإذا اقتضت الحاجة فإن القوات المسلحة ستستخدمها مرة أخرى”.
خامني: الشعب لن يخضع
ومن دون الإشارة إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة الذي تمّ في مدينة شرم الشيخ المصري في وقت سابق من الشهر الجاري، قال خامنئي إن “الولايات المتحدة شريكٌ رئيسي في جرائم الكيان الصهيوني”، مذكّراً بأن “أكثر من عشرين ألف طفل ورضيع استُشهدوا في حرب غزة”، متسائلاً: “هل هؤلاء إرهابيون؟ الإرهابي الحقيقي هو أميركا التي أنشأت تنظيم داعش ودفعت به إلى تخريب المنطقة، وما زالت تحتفظ ببعض عناصره في منطقة لاستخدامهم حين تشاء”.
ووصف خامنئي دفاع ترامب عن الشعب الإيراني بأنه “كذبة مكشوفة”، قائلاً: “العقوبات الثانوية الأميركية التي تتماشى معها دول كثيرة خوفاً تستهدف الشعب الإيراني، ولذلك فأنت عدوّ هذه الأمة لا صديقها”. وأشار إلى تصريحات ترامب حول استعداده لعقد صفقة مع إيران قائلاً: “يقول إنه يحبّ الصفقات، لكن إذا كانت الصفقة قائمة على الإكراه ونتيجتها محسومة مسبقاً؛ فهي ليست صفقة بل فرض وتنمر. والشعب الإيراني لن يخضع للفرض ولا للتهديد”.






