لا يزال قانون اقتراع المغتربين يثير جدلًا سياسيًّا متصاعدًا، بعد تقدّم وزير الخارجيّة والمغتربين يوسف رجّي باقتراح مشروع قانون مُعجَّل مكرَّر يتعلّق بانتخاب المنتشرين، بالتوازي مع اقتراح النائب غسان سكاف القاضي بتأجيل الانتخابات إلى 15 تموز المقبل، إفساحًا في المجال أمام المغتربين للمجيء إلى لبنان والمشاركة في الاقتراع. وفي هذا الإطار، برز تحرّك جديد للنواب الموقّعين على اقتراح قانون تصويت المغتربين، إذ تمنّوا على رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن يطلب من الحكومة “إعداد مشروع قانون مُعجَّل وإحالته بمرسوم إلى مجلس النواب، لإصلاح الخلل القائم في موضوع انتخاب اللبنانيين المنتشرين”، ما يؤشّر إلى حماوة سجالٍ انتخابيّ في المرحلة المقبلة.
واستقبل الرئيس عون النواب الموقّعين على الاقتراح، مؤكّدًا أنّه “مع حقّ المنتشرين اللبنانيين بأن يكون لهم دورٌ تشاركيّ مع اللبنانيين المقيمين في القرار السياسي اللبناني”، ومذكّرًا بكلمته أمام أبناء الجالية اللبنانية في نيويورك أنّ “لأبناء الانتشار اللبناني دورًا كشركاء في القرار السياسي في لبنان من خلال صندوق الاقتراع”.
وخلال اللقاء، شدّد عون على التمسّك بمُسلَّمتين أساسيتين، وهما “إجراء الانتخابات النيابية في موعدها، وعدم تأجيلها تحت أيّ ذريعة، ووجوب مشاركة المنتشرين في الانتخابات”، معتبرًا أنّ على النواب الحاليين في المجلس النيابي “لعب دورهم في تأكيد هاتين المُسلَّمتين وتثبيتهما”.
من جهتهم، رأى النواب أنّ “هذه الخطوة تُعَدُّ أساسية في إعادة الحقّ إلى اللبنانيين المنتشرين حول العالم للمشاركة في تقرير مصير وطنهم، تأكيدًا على مبدأ المساواة بين جميع اللبنانيين، مقيمين ومنتشرين، وصونًا لحقّهم في المشاركة في صنع القرار الوطني”.
وفي سياقٍ متّصل، أكّد عون أنّ أمام لبنان اليوم “فُرَصًا حقيقيّة لإعادة النهوض، لا نريد إضاعتها والاكتفاء بالبكاء على الأطلال”، مشدّدًا أمام وفد “المؤتمر الوطني للأحزاب الشبابية والمنظّمات الطلابية” أنّهم “مستقبل لبنان، والاتكال عليكم كبير، فليكن التنافس من أجل مصلحة لبنان لا لخدمة المصالح الشخصية”. وقال عون “علينا أن نخرج من الخلافات التي أوصلت لبنان إلى ما وصل إليه، وأن نأخذ العِبَر من الماضي لنؤسّس للحاضر والمستقبل على قاعدة ثقافة المواطنة والحفاظ على الوطن”، لافتًا إلى أنّ “جميع اللبنانيين خسروا، وليس فريقًا واحدًا، فالاختلاف في وجهات النظر والمواقف حقٌّ مشروع، أمّا الخلاف فهو مُدمِّر”.
اقتراح تأجيل الانتخابات
حكوميًّا، استقبل رئيس الحكومة نواف سلام النائب غسان سكاف، الذي قال بعد اللقاء “بحثنا في عدّة مواضيع منها الانتخابات النيابية واقتراح تأجيلها إلى 15 تموز المقبل ليتسنّى للمغتربين أن يأتوا إلى لبنان للمشاركة في الاقتراع، خصوصًا وأنّ تسويةً تلوح في الأفق لإلغاء النواب الستّة في الاغتراب، وتصويت المغتربين لـ 128 نائبًا في مقارّ إقامتهم في الخارج”.
كما استقبل سلام وفدًا من تحالف حريّة الرأي والتعبير، وتحدّثت باسمهم رئيسة اتحاد الصحافيين والصحافيات في لبنان السي مفرج، مشيرةً إلى أنّهم “لمسوا من رئيس الحكومة تعهّدًا باتجاه تعزيز حريّة الرأي والتعبير، وأن تكون الحكومة عبر الوزارات المعنيّة، ومنها الثقافة والعدل والداخلية، حاميةً لهذه الحريّات”، مع التمنّي “أن ينسحب الأمر على الأجهزة الأمنية، وأن يكون هناك احترامٌ للحريّات العامة وحريّة الرأي والتعبير”.
انتخابيًا، أعلن الرئيس السابق نجيب ميقاتي في حديثٍ صحافي أنّه “لن يترشّح في الانتخابات النيابية المقبلة، وموضوع دعم مرشّحين أو لائحة قيد البحث”.
وفي سياقٍ أمنيّ، استقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام في السراي بعد ظهر اليوم قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان الجنرال ديوداتو أبانيارا، وجرى بحث الأوضاع في الجنوب والتنسيق الذي تقوم به قوات “اليونيفيل” مع الجيش اللبناني، والتقدّم الحاصل في تطبيق القرار 1701، كما نوقشت التحضيرات لمرحلة ما بعد انتهاء مهمّة “اليونيفيل”.
