عراقجي: يمكننا إدارة العلاقات مع واشنطن رغم انعدام الثقة

0
60

أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن بلاده لن تتنازل عن حقوق شعبها، لكنها في الوقت نفسه منفتحة على أي حلول عقلانية تحفظ الكرامة والاستقلال. وشدد على أن إيران قادرة على إدارة علاقاتها مع الولايات المتحدة بالرغم من عدم وجود أي أساس للثقة، محمّلاً واشنطن مسؤولية أزمة الثقة بسبب انسحابها من الاتفاقيات، وفرضها العقوبات مجدداً.

وقال عراقجي في تصريحات نقلتها وكالة “مهر” الإيرانية، إن “قنبلة إيران النووية هي القدرة على قول “لا” أمام القوى الكبرى، وهذه القدرة متجذرة منذ انتصار الثورة”. وأضاف: “المشكلة الأساسية بين إيران والولايات المتحدة هي هيمنة الطرف المقابل وغطرسته، لكن من الممكن إدارة العلاقات بين البلدين على الرغم من هذا الواقع”.

الاستعداد للحرب ضرورة لمنعها

وأوضح الوزير الإيراني أن المواجهة مع الولايات المتحدة لا تُحسم بالثقة وحدها؛ بل بالاستعداد الداخلي، قائلاً: “علينا الحفاظ على رأس المال الاجتماعي داخلياً، وإذا لم نكن مستعدين للحرب فقد تقع الحرب. لكن إذا كنا مستعدين، فلن يجرؤ أحد على الاعتداء”.

وأكد عراقجي أن إيران لن تدفع “أي ثمن بلا فائدة”، مضيفاً: “الشعب مستعد لتحمل التضحيات، لكن دون أن تُمس كرامته واستقلاله”. وشدد على أن بلاده لن تتنازل عن حقوقها الوطنية، لكنها مستعدة للتعاطي مع أي حل منطقي وعادل.

فتوى وتحريم للسلاح الذري

وفي ما يتعلق بالملف النووي، جدّد وزير الخارجية الإيرانية تأكيد أن البرنامج الإيراني “سلمي تماماً ومبني على حق قانوني”، مشيراً إلى وجود فتوى ودستور أمني لا يشملان الأسلحة النووية على الإطلاق. وقال: “لم نخرج من الاتفاق النووي؛ بل الولايات المتحدة هي التي فعلت ذلك. نحن التزمنا بتعهداتنا حتى اللحظة الأخيرة”.

وفي مقابلة تلفزيونية مع المحلل السياسي الإيراني-الأميركي داريوش سجادي، أشار عراقجي إلى المفاوضات الأخيرة في نيويورك، متهماً الجانب الأميركي بفرض شروط مسبقة “غير مقبولة” وصفها بأنها “نهج ديكتاتوري”. وأوضح أن واشنطن انسحبت من الاتفاق النووي، وفرضت العقوبات مجدداً بالرغم من التزام طهران الكامل، مؤكداً أن “لا يمكن الثقة بأميركا بناء على التجارب السابقة”.

مظلومية إيران

وتطرق عراقجي إلى تجربة الحرب التي استمرت 12 يوماً ضد إسرائيل، واصفاً إياها بأنها “نموذج للمقاومة الإيرانية”، معتبراً أن الاستعداد العسكري والاجتماعي كان عاملاً أساسياً في منع اتساع المواجهة. وقال: “إذا لم تكن مستعداً للحرب، ستحدث الحرب، وإذا كنت مستعداً، لن يجرؤ أحد على الاعتداء”.

كما أشار إلى أن “مظلومية إيران” كانت عاملاً في توحيد الإيرانيين داخل البلاد وخارجها، مؤكداً أن الانسجام الوطني الذي تحقق خلال الحرب الأخيرة مع إسرائيل يعكس “تمسك الإيرانيين بثقافتهم وحبهم لوطنهم بالرغم من الخلافات”.

قبل الهجوم الإسرائيلي

وكشف الوزير الإيراني أن المفاوضات النووية كانت قد شهدت خمس جولات، وكان مقرراً عقد الجولة السادسة في 15 حزيران/ يونيو 2025، غير أن الهجوم الإسرائيلي وقع قبلها بيومين. واعتبر أن الشعب الإيراني أدرك أن الحكومة سعت للحلول الدبلوماسية ولم تتراجع عن حقوقها، وهذا ما عزز الثقة بسياساتها.

وختم عراقجي بتأكيد أن “البرنامج النووي الإيراني هو حق مشروع، وإيران لن تتنازل عن حقوقها تحت أي ظرف، لكنها ستظل منفتحة على كل حل عادل ومنطقي يحفظ الكرامة الوطنية”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا