يحاول الأميركيون وضع لبنان أمام خيار من اثنين: إما الذهاب إلى المفاوضات ملتزماً كل الشروط التي تفرضها تل أبيب، وإما التعرض للعملية العسكرية. ولكن إذا نجح لبنان في تجنب التصعيد بسلوك خيار التفاوض، فلا بد من معرفة أن الإسرائيليين سيرفعون سقف مطالبهم إلى أقصاه، وإلى حدود لا يمكن لأحد أن يتوقعها، وهم يريدون:
1- فرض منطقة خالية من السلاح الثقيل والمتوسط في كل جنوب نهر الأولي.
2- فرض منطقة عازلة على القرى الأمامية بمدى 5 كلم.
3- العودة إلى تنسيق أمني مشابه لاتفاق 17 أيار، وإجراء دوريات أمنية مشتركة مع لبنان أو من خلال التنسيق ضمن مسافة 10 كلم.
4- إنشاء مجلس مدني يعمل على إدارة شؤون هذه المنطقة التي يراد تحويلها إلى منطقة اقتصادية، وفق المصطلحات الأميركية، وهذا ما يعني تحويلها إلى منطقة استثمار سياحي ومصانع.
5- المطالبة بالوصول إلى اتفاق سلام أو تطبيع أو فتح مكتب تمثيلي في لبنان.
6- لا بد لأيّة مفاوضات أن تشمل لاحقاً ملف الحدود البحرية والتنقيب عن النفط والغاز وكيفية العمل في لبنان على تصدير الغاز المستخرج واحتمال دمجه مع الغاز الإسرائيلي.
وجه المنطقة سيتغيّر
تبدو هذه الشروط التي تُسرَّب، وربما عمداً، صعبة التحقق بالنسبة إلى لبنان. بل يمكن أن تكون عاملاً لتفجير الوضع الداخلي سياسياً، أو حتى عسكرياً. ولكن عندما يستغرب اللبنانيون مثل هذه الطروحات والمواقف، يأتيهم الجواب على لسان أحد المسؤولين الأميركيين بالقول: إن وجه المنطقة سيتغير، وكل التوازنات ستتبدل، وإن ما يجري هو تعبير عما تريده إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وهنا، لا بد من الاستناد إلى ما جرى في غزة، الذي يراد تعميمه على مستوى المنطقة.






