الحكومة البريطانية ترفع العقوبات عن الرئيس السوري

0
53

أعلنت الحكومة البريطانية رفع العقوبات عن الرئيس السوري أحمد الشرع. وذلك في خطوة جاءت بعد قرار مجلس الأمن رفع العقوبات المفروضة عليه وعلى وزير الداخلية أنس خطاب بعد تأييد 14 دولة.

وبعد إعلان بريطانيا وقبلها مجلس الأمن رفع العقوبات عن الشرع، أكد الاتحاد الأوروبي عزمه اتخاذ خطوة مشابهة قريباً.

وقالت متحدثة باسم المفوضية الأوروبية إيفا هرنسيروفا في تصريحات تلفزيونية، اليوم الجمعة، إن الاتحاد يعتزم رفع اسم الرئيس السوري عن لائحة العقوبات في أقرب وقت.


الشرع يشيد بقرار مجلس الأمن
وأشاد الرئيس السوري بقرار مجلس الأمن، معتبراً الخطوة  بأنها “في الاتجاه الصحيح”.
وأعرب الشرع في مقابلة مع صحيفة “الشرق” على هامش مشاركته في قمة المناخ (COP30) في البرازيل، عن أمله في إجراء المزيد من النقاشات حول مستقبل العلاقات مع واشنطن خلال زيارته المرتقبة إلى البيت الأبيض يوم الاثنين المقبل للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وقال إن هذه هي “المرة الأولى منذ فترة طويلة يجمع فيها مجلس الأمن على شيء، والحمد لله أنه كان شيئاً متعلقاً بسوريا”، مشيراً إلى أن القرار يمثل خطوة إيجابية، مضيفاً: “من غير المعقول أن يكون رئيس دولة مصنفاً، ولديه علاقات مع كل هذه الدول المعنية”.
ولفت الشرع إلى أن سوريا “نجحت في تحقيق توافق دولي بين دول من الصعب أن تتفق على أي أمر، وهذا مؤشر إيجابي قد يكون بداية لحل كثير من القضايا العالقة في العالم”. وأكد أن سوريا بدأت تستعيد دورها الإقليمي والعالمي، واعتبر أن ذلك يصب في مصلحة الجميع، مشيراً إلى أن سوريا تاريخياً كانت تمثل وزنا مهماً في المنطقة، وأن الوضع الطبيعي هو أن تكون لها علاقات متوازنة وجيدة مع جميع دول العالم.
وقال الرئيس السوري إن “العديد من الدول ساهمت في رفع العقوبات عن سوريا وإعادة تموضعها الإقليمي والدولي”، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية كانت في مقدمة هذه الدول، إلى جانب تركيا وقطر والإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن الدور المهم الذي لعبه الأردن في هذا المسار.
كما أشار إلى مساهمة عدد من الدول الأوروبية في هذا القرار، بينها فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، موضحاً أن بريطانيا كانت “سباقة في رفع العقوبات عن سوريا”. وأكد أن الولايات المتحدة بقيادة ترامب كان لها دور بارز في ذلك، بينما شاركت روسيا والصين بـ”دعم إيجابي” في هذا الاتجاه.


العلاقات الاميركية- السورية
وفي ما يتعلق بالعلاقات مع واشنطن، قال الرئيس السوري إن منهجه يقوم على “البدء بالفعل أولاً”، مؤكداً أن النظام السابق “لم يكن يتحرك بجدية في هذا الملف”. ولفت إلى أن هناك “علاقات استراتيجية كثيرة تربط بين سوريا والولايات المتحدة، فموقع سوريا الجغرافي الحساس يمنحها أهمية إقليمية ودولية، ومن مصلحة العديد من الدول أن تكون لها علاقات استراتيجية مع دمشق، كما أن من مصلحة سوريا أن تقيم علاقات مماثلة مع الآخرين”.
وشدد الشرع على أن مسار العلاقات مع الولايات المتحدة “يحتاج إلى دراسة دقيقة وتفاصيل كثيرة من النقاش”، معرباً عن أمله في أن تتاح له الفرصة لبحث مستقبل هذه العلاقات خلال زيارته المرتقبة إلى البيت الأبيض يوم الاثنين الموافق 10 أيلول/سبتمبر.


العلاقات مع السعودية
وحول العلاقات السورية مع المملكة العربية السعودية ودول الإقليم، قال الشرع إن “ما حدث في سوريا يصب في مصلحة السعودية ودول المنطقة بشكل عام”.

وأكد أن دمشق بدأت تتخذ خطوات نحو “الاستثمار في الأمن الإقليمي”، مضيفاً أن “دول المنطقة تتأثر ببعضها سلباً وإيجاباً، فسلامة سوريا هي من سلامة المملكة، وسلامة المملكة من سلامة سوريا”.
وأوضح أن “أعظم استثمار هو هذا الحب المتبادل الذي نشأ بين شعوب المنطقة، وخصوصاً التفاعل الشعبي السعودي مع ما جرى في سوريا”، مشيراً إلى أن هذا التقارب يعزز وحدة المصير المشترك.
وقال الشرع إن سوريا “مثلت تاريخياً وزناً كبيراً في المنطقة ولم تكن على الهامش”، لافتاً إلى أن “النظام السوري البائد حرم سوريا من العالم وحرم العالم من سوريا طوال ستين عاماً”. واستطرد أن الوضع الطبيعي هو أن تكون لسوريا علاقات طيبة مع الجميع، وأن تبادل الدول الأخرى نفس المستوى من الاحترام والتعاون.
وأضاف أن “العشرة أشهر الماضية شهدت بداية تاريخ جديد للمنطقة مع ولادة سوريا الجديدة”، في إشارة إلى مرحلة التحولات التي تشهدها بلاده بعد رفع العقوبات واستعادة العلاقات الدبلوماسية مع عدد من الدول.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا