عون: الحوار قبل الانتخابات “حوار طرشان” وننتظر رد إسرائيل

0
41

أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن لبنان لم يتسلم بعد أي رد إسرائيلي على خيار التفاوض الذي كان قد طرحه لتحرير الأرض، وكذلك لم يتلق أي موقف أميركي واضح بهذا الشأن، لافتاً إلى أنه “في انتظار وصول السفير الأميركي الجديد إلى لبنان الذي قد يحمل معه جواباً إسرائيلياً”. وإذ أشار عون إلى أن “ما قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري في هذا الخصوص، مواز تقريباً لمسألة المفاوضات حول الحدود البحرية التي كانت قد تمت سابقاً، وأن لجنة الميكانزيم موجودة وهي تضم كل الأطراف ويمكن إضافة بعض الاشخاص إليها إذا اقتضى الامر”، أكد أن “منطق القوة لم يعد ينفع، وعلينا أن نذهب إلى قوة المنطق”، وسأل: “إذا لم نكن قادرين إلى الذهاب إلى حرب، والحرب قادتنا إلى الويلات، وهناك موجة من التسويات في المنطقة، فماذا نفعل؟”.

كلام عون جاء خلال استقباله في قصر بعبدا، وفد نقابة محرري الصحافة اللبنانية برئاسة النقيب جوزف القصيفي، حيث تطرق عون إلى مجمل القضايا في البلد بما فيها الانتخابات النيابية والعلاقة مع سوريا. وفي موضوع الانتخابات اعتبر عون أن “الدعوة إلى حوار قبل الانتخابات النيابية هو بمثابة “حوار طرشان”، مشدداً على اصراره ورئيسي مجلسي النواب والوزراء نبيه بري ونواف سلام على حصول الانتخابات في موعدها، لافتاً إلى أنه على مجلس النواب أن يقوم بدوره في هذا الإطار. عون تحدث عن تحريك العصبيات، ولكن في المقابل أشار إلى أن “الفرص أمامنا كبيرة جدا وهناك وفود ومؤتمرات تعقد من اجل لبنان، ولا يزال البعض تستهويه صراعات داخلية لا فائدة منها، وكلٌّ يريد ان يشد عصب مجموعته، إذ نحن في سنة انتخابية. هذا حق كل شخص، ولكن لا يحق لأحد أن يشوه صورة لبنان بالسلبيات، وأن يوقظ الوحش الطائفي والمذهبي، وتحريك العصبيات”.

وأضاف: “نحن نسير على طريق اجراء هذا الاستحقاق الدستوري، انما صيغة القانون الذي ستجرى على اساسه، تعود إلى البرلمان، قد يكون هناك من لا يرغب في حصول الانتخابات، وهذا هو واقع لبنان، إنما في ما يخصني مع الرئيسين بري وسلام، فهناك تمسّك بإجراء الانتخابات النيابية، والحكومة قامت بواجبها في هذا الموضوع، وانطلاقاً من مبدأ فصل السلطات، لا يمكنها لعب دور مجلس النواب، وهذا ما نص عليه الدستور واتفاق الطائف”. 

العلاقة مع سوريا 

أمّا فيما يتعلق بسوريا فطمأن عون إلى أن “الكلام عن تلزيم لبنان إلى سوريا غير مبرر ولا داع له”، مشيراً إلى ان استقرار سوريا ضروري لاستقرار لبنان. وأشار إلى أن اللقاء بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب والسوري أحمد الشرع أمر ايجابي، فرفع العقوبات الأميركية على سوريا يستفيد منه لبنان ايضاً. 

ضغوط على إسرائيل 

وبالعودة إلى الشأن اللبناني، رد عون على أسئلة الحاضرين، خصوصاً لجهة ما إذا كنا لا نزال كلبنانيين نملك قدرة الضغط على الإسرائيلي لتحرير بلدنا أم فقدنا كل عناصر القوة، ليؤكد عون أن “الموضوع لا يتعلق بالضغط ام لا. الرئيس الأميركي لديه مشروعه في المنطقة، وهو قائم على الاستقرار والأمن فيها. ونحن لدينا مشروعنا وقوامه وقف الاعتداءات وتحرير الارض واستعادة الأسرى، ونقوم بما تقتضيه مصلحة بلدنا. وهناك حكومة هي المسؤولة وحدها، ولا أحد غيرها”.

وتابع: “مشكلتنا، كما ذكر لي بعض المسؤولين الأميركيين أنفسهم، ان بعض اللبنانيين الذين يقصدون الولايات المتحدة “يبخون سماً” على بعضهم البعض وهم مصدر الأخبار المسيئة. لقد أصبح بعض اللبنانيين لا يرحمون حتى أنفسهم. وأنا بت استلم نفياً من الأميركيين على الذي يقال. هناك فئة من اللبنانيين همها تشويه الصورة، وهي لا تقصد الأميركي لتنقل إليه حقيقة الأمر. عليك أن تقول للأميركي الحقيقة كما هي لا كما يحب أن يسمعها، مثلما يفعل بعض اللبنانيين، وهو يقتنع عندذاك”. 

وأشار عون إلى أنه “عندما نصبح امام قبول، نتكلم عندها على شروطنا. والنقطة الأساسية التي أطرحها تبقى التالية: هل نحن قادرون على الدخول بحرب؟ وهل لغة الحرب تحل المشكلة؟ فليجبني أحدهم على هذين السؤالين”.

وردا على سؤال حول ما إذا كان سأل “​حزب الله​” هذين السؤالين، أوضح رئيس الجمهورية أنه قال ذلك للحزب بكل صراحة. وأضاف: “إن منطق القوة لم يعد ينفع، علينا ان نذهب إلى قوة المنطق. هذه اميركا، بعد 15 سنة من الحرب في فييتنام، وحماس، اضطرتا إلى الذهاب للتفاوض”.

عتب غربي 

وسئل عون عن حقيقة ما يدور على ألسنة البعض من عتب غربي عليه، فذكَّر بمبلغ الـ230 مليون دولار كمساعدة للجيش وقوى الأمن، فور عودته من نيويورك، وذلك للمرة الأولى التي يتم فيها تخصيص مثل هذا المبلغ للقوى العسكرية والأمنية اللبنانية من قبل واشنطن.

وحول ما إذا تم التوصل إلى إنجاز مع المسؤولين البلغاريين بخصوص ملف تفجير مرفأ بيروت، أوضح رئيس الجمهورية انه تكلم مع كبار المسؤولين البلغاريين وأتت الموافقة لإجراء تحقيق افتراضي مع مالك الباخرة “روسوس” الموقوف من قبل القضاء البلغاري، على أن يتم رفع طلب بهذا الخصوص من وزير العدل اللبناني إلى نظيره البلغاري، وهذا ما سيتم سريعاً.

حقوق المودعين 

ورداً على سؤال حول مسألة المودعين والغموض الذي يرافقها، طمأن عون أن حقوق المودعين بمثابة خط أحمر، كاشفاً أن غالبيتهم الساحقة لا يملكون ودائع تفوق الـ100 ألف دولار، وأن قسماً كبيراً منهم قد استعاد مبالغ كبيرة من ودائعه حيث تم دفع نحو 4 مليارات دولار في هذا الخصوص وفقاً للتعاميم الصادرة عن مصرف لبنان. وأكد انه في كل اللقاءات التي تجمعه مع المسؤولين الماليين في الخارج، كما هو حال حاكم مصرف لبنان ايضاً، فإن التشديد هو على حقوق المودعين وعدم التفريط بها. 

وعن الانتقادات التي رافقت زيارة عون إلى نيويورك لجهة عدم لقائه كبار المسؤولين الأميركيين، لفت عون إلى وجود كلام كثير حول هذا الموضوع مناف للواقع، حتى إن هناك من قال أنه توسط لأخذ صورة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الفاتيكان وأميركا، وهو أمر لا يمت إلى الحقيقة بصلة.

وذكر ان الرئيس ترامب وجّه دعوة اليه لحضور حفل الاستقبال الذي اقامه على شرف رؤساء الوفود المشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الا أن توقيت القاء كلمة لبنان تأخر، وعند انتهائه من القاء الكلمة، وصل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وطلب منه سماع الكلمة التي سيلقيها، وانتهت في وقت مـتأخر نسبياً ولم يعد هناك من وقت كاف للمشاركة في الحفل.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا