استضاف دير مار الياس– الكنَيسة (المتن الأعلى)، بالتعاون مع “جمعيّة عدل ورحمة”، لقاءً حواريًا حول “التنمية المُستدامة والعمل البلدي”، شارك فيه فادي أبي علّام، رئيس حزب الخضر اللبناني، وحضره حشد من الإكليروس ورؤساء البلديات والمخاتير والفعاليات الاجتماعية وأصدقاء الدير.
بعقليني
بعد ترحيبه بالحضور، توقف الأب الدكتور نجيب بعقليني، رئيس الدير ورئيس “جمعيّة عدل ورحمة، عند أهميّة التنمية المستدامة ودورها في بناء الدول وأنظمتها السياسية التي تحافظ على حقوق الإنسان، لافتًا إلى أن التنمية تقوم على ثلاث ركائز أساسيّة: الاقتصاد، الاجتماع والبيئة، ومؤكدًا ضرورة الانسجام والتكامل بينها لضمان حياة حديثة، عادلة، ومستقرّة.
أضاف: “يمنح العمل البلدي التنموي، البلدات اللبنانية، القدرة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، بما يضمن التوازن الاقتصادي والاجتماعي داخل الدولة”.
من ثم شكر الأب بعقليني فادي أبي علّام على جهوده في تفعيل مبادئ التنمية المستدامة في المناطق اللبنانية، ومثابرته في بناء السلام وتعزيز الوعي البيئي. كذلك شكر الحضور على مشاركتهم وتعاونهم المستمر في حماية البيئة واحترامها، “ليبقى لبنان حاضنًا لبيئة سليمة تُصون حياة الإنسان وكرامته”.
في ختام كلمته اعتبر أن زيارة البابا لاون الرابع عشر “تأتي في إطار دعم مسيرة السلام، ومؤكدًا أنّ “لا سلام من دون عدالة، ولا سلام من دون تنمية، فالبابا يشدّد دائمًا على قيم العدالة والسلام والرحمة، وأن الرجاء وحده يبقى القوّة التي تحمي الإنسان والإنسانيَّة. ننتظر تنمية شاملة بمختلف أبعادها، ليتحقق الرخاء الاقتصادي والأمن الاجتماعي في وطننا”.
أبي علّام
استهلّ فادي أبي علّام كلمته بتأمُّلٍ أكَّد فيه أنَّ السلام يبدأ بابتسامةٍ وبقبول اختلاف الآخر، ويرتكز على حقوق الإنسان والتنمية، وأن الجوع والفقر يولّدان النزاعات”.
من ثم عرض مفهوم التنمية المستدامة كما أطلقته الأمم المتَّحدة عام 2015 ضمن مشروع أجندة 2030، شارحًا مؤشِّرات الإنماء التي تحدِّد موقع الدول ومنها العمر، الدخل، ونسبة الأميَّة.
وتناول مفهوم الأمن الإنسانيِّ الذي يقوم على تحرير الإنسان من الخوف والحاجة والألم عبر سبعة ميادين أساسيَّةٍ بينها: الأمن الصحيِّ والغذائيِّ والاقتصاديِّ والبيئيّ.
واستعرض أهداف الألفيَّة التي وُضعت لعام 2000 محقِّقةً إنجازاتٍ مهمَّة، قبل الانتقال إلى 17 هدفًا جديدًا بعد 2015 تمحورت حول الإنسان والكوكب.
في معرض كلامه، أوضح أبي علّام أنَّ لغة الجهات المانحة، اليوم، تعتمد على هذه الأهداف، وعلى البلديات والمجتمع المحليِّ العمل وفقها لضمان قبول المشاريع وإنجاح البنيان في القرى والبلدات. كذلك بيَّن أهمَّ التحدّيات للقضاء على الفقر والجهل والعطش وضعف البنى التحتيَّة وللإضاءة على ضرورة خططٍ شاملةٍ للبلدات.
ختم بالتأكيد على أهمّية الشراكة بين المواطن، الأسرة، الجمعيَّات، والبلديات للاستفادة من الموارد البشريَّة واللوجستيَّة والماليَّة وتحويلها إلى تنميةٍ حقيقيَّةٍ لبناء الإنسان ونموِّه.
بعد ذلك جرى حوار بناء مع الحضور عزز الروابط الأخويَّة وتبادل الخبرات في جوٍّ من الفرح والتلاقي.






