اكسيوس عن المفاوضات المباشرة: بناء منطقة ترامب الاقتصادية

0
23

في تقريرٍ نشره، تحدّث موقع “أكسيوس” عن الاجتماع الأول للجنة الميكانيزم، والذي شهد تواصلاً مباشراً بين لبنان وإسرائيل، وجاء نتيجة مسعى أميركي هدفه “خفض التوتر بين البلدين وتجنب استئناف الحرب”.

فقد اجتمع دبلوماسيون من إسرائيل ولبنان، يوم الأربعاء، برعاية أميركية، وناقشوا التعاون في مشاريع اقتصادية للمساعدة في استقرار الوضع في جنوب لبنان قرب الحدود المشتركة بين البلدين. الاجتماع، الذي عقد في الناقورة على الحدود بين البلدين، كان أول تواصل مباشر وعلني من هذا النوع بين إسرائيل ولبنان منذ عام 1993.

خلفيات اغتيال طبطبائي

وبحسب التقرير، تحاول إدارة ترامب تعزيز هذا النوع من الحوار بين إسرائيل ولبنان منذ تسعة أشهر. وقال مسؤول أميركي إن “الولايات المتحدة تأمل أن يساعد الاجتماع في خفض التوتر بين البلدين وتجنب استئناف الحرب في لبنان”.

ويضيف التقرير أنه، وعلى الرغم من التوصل إلى وقف إطلاق النار قبل نحو عام، كثّفت إسرائيل ضرباتها في لبنان في الأسابيع الأخيرة لمواجهة ما تعتبره محاولة من حزب الله لإعادة بناء قدراته العسكرية. وقد جاء الاجتماع بعد أقل من أسبوعين على اغتيال الجيش الإسرائيلي للقائد العسكري الأعلى في حزب الله، هيثم علي طبّطبائي، في ضربة جوية في بيروت. كانت تلك الضربة الإسرائيلية الأهم ضد قادة حزب الله منذ التوصل إلى وقف إطلاق النار قبل عام، وأول مرة تستهدف فيها إسرائيل بيروت منذ خمسة أشهر.

ينقل التقرير عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين قولهم إن الحكومة الإسرائيلية أبلغت إدارة ترامب في الأشهر الأخيرة بأن الحكومة اللبنانية لا تقوم بما يكفي لتنفيذ قرارها بنزع سلاح حزب الله، وحذّرت إسرائيل البيت الأبيض من أنه إذا استمر حزب الله في إعادة التسلّح بالمعدل الحالي، فستضطر إلى استئناف الحرب لإضعاف الجماعة المسلحة مجدداً.

واعتبر مسؤول أميركي أن إدارة ترامب تعتقد أن اغتيال القائد العسكري الأبرز لحزب الله منح الحكومة الإسرائيلية مساحة سياسية أوسع للمناورة، وأجّل احتمال تنفيذ عملية إسرائيلية كبيرة في لبنان. وتعتقد الإدارة الأميركية أنه رغم الخطابات الصادرة عن بعض السياسيين والجنرالات الإسرائيليين، فإن استئناف الحرب من قبل إسرائيل ليس مطروحاً في الأسابيع المقبلة.

البحث بدأ في آذار الماضي

إزاء هذا الواقع، تحاول إدارة ترامب إطلاق محادثات مباشرة بين إسرائيل ولبنان منذ مارس، لكن أياً من الطرفين لم يُبدِ حماساً كبيراً. ومع استمرار تصاعد التوتر في الأسابيع الأخيرة، ضغطت الإدارة الأميركية على الجانبين لإرسال دبلوماسيين لمحادثات مباشرة بمشاركة أميركية. ووفقاً لمسؤول أميركي، فقد أقنع السفير الأميركي الجديد في لبنان، ميشال عيسى، الحكومة اللبنانية بالمشاركة رغم الضربات الإسرائيلية المستمرة، بينما أقنعت الدبلوماسية الأميركية مورغان أورتاغوس الإسرائيليين بالمشاركة رغم انتقاداتهم لأداء بيروت تجاه حزب الله.

ويوم الثلاثاء، التقت أورتاغوس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وحثّته على إرسال دبلوماسي للاجتماع. وقالت لنتنياهو، وفق مسؤول أميركي، إن الحكومة اللبنانية الحالية، رغم أنها تستطيع فعل المزيد لمواجهة حزب الله، تُعد أفضل لإسرائيل مقارنة بأي حكومة لبنانية سابقة منذ عقود.

التعاون الاقتصادي هو الأساس

مساء الثلاثاء، وافق الطرفان على إرسال دبلوماسيين. وجرت المحادثات على هامش الاجتماع الشهري لآلية مراقبة وقف إطلاق النار التي تقودها القوات الأميركية.

وبعد المحادثات مع الضباط العسكريين، عقدت أورتاغوس والدبلوماسيون الإسرائيليون واللبنانيون اجتماعاً منفصلاً. وقال مصدر مطلع إنه ركّز في الغالب على تعارف الأطراف.

وأضاف المصدر أن أبرز القضايا الجوهرية في الاجتماع الأول كانت التعاون الاقتصادي بين البلدين في جنوب لبنان، خصوصاً ما يتعلق بإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب.

وبينما يجري الحديث حالياً عن مشاريع صغيرة مشتركة، فإن الرؤية الأميركية طويلة المدى هي إنشاء “منطقة اقتصادية لترامب” على طول الحدود، خالية من حزب الله والأسلحة الثقيلة، وفقاً لمسؤول أميركي.

وقال مصدر مطّلع على الاجتماع إن الأطراف اتفقوا على الاجتماع مجدداً قبل نهاية العام وتقديم مقترحات اقتصادية تسهم في بناء الثقة.

وقال مسؤول أميركي: “يتفق جميع الأطراف على أن الهدف الأساسي يبقى نزع سلاح حزب الله، وستواصل الجيوش الثلاثة العمل على ذلك من خلال آلية وقف إطلاق النار”.

ويختم التقرير مذكّراً أنه، وخلال ولاية ترامب الأولى وخلال رئاسة بايدن، عقد مسؤولون مدنيون من إسرائيل ولبنان محادثات حول الحدود البحرية بين البلدين، وكانت تلك المفاوضات غير مباشرة رسمياً، بخلاف اجتماع الأربعاء، ولم تركز على قضايا أوسع في العلاقة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا