هل ينضمّ الى “الميكانيزم” سفيران سني وشيعي؟

0
14
United Nations peacekeepers patrol with Lebanese army forces in vehicles of the UN Interim Force in Lebanon (UNIFIL) in the Buwayda region of Marjayoun near the border with Israel in southern Lebanon on December 4, 2025. The Israeli military said it would soon strike what it described as Hezbollah military infrastructure in southern Lebanon and warned people in two villages to evacuate immediately. (Photo by Rabih DAHER / AFP)

المصدر: النهار

لم يدل الرئيس نواف سلام بكلام من فراغ عندما قال إن الوفد اللبناني في “الميكانيزم” قد يحتاج إلى مدنيين إلى جانب السفير سيمون كرم إذا دعت الحاجة، لأسباب قانونية أو فنية وطوبوغرافية من أجل تثبيت الحدود مع إسرائيل، خشية قضم مساحات حدودية على غرار ما تفعله في غزة وسوريا.

يأتي موقف رئيس الحكومة بعد التركيز على المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، باعتبار أن هذا الخيار يشكل الوسيلة الفضلى للبنان لمنع تدهور الأمور مع تل أبيب.

ومن المؤكد أن الخوض في مفاوضات مع إسرائيل يحتاج إلى جولات عدة لتبيان مستقبل الأيام وما إذا كان في الأفق جولات حربية جديدة.

وتظهر الوقائع عند أكثر الكتل والقوى السياسية، ما عدا “حزب الله”، ترحيبها بتعيين كرم شخصية مدنية على رأس الوفد. وينتظر الجميع ما سينتج من هذه المفاوضات في الناقورة تحت مظلة أميركية تتولاها الموفدة مورغان أورتاغوس التي حققت ما طلبته، إذ لم يطعم وفد لبنان بوجه مدني فحسب، بل أصبح رئيسا له، وقد ينضم إليه في الأسابيع المقبلة مدنيون لسببين:

يتمثل الاول بتشكيل فريق مفاوض في بيروت لإعداد ورقة تفاوض، باعتبار أن الإسرائيليين أصحاب مراس وتجارب صعبة في هذا النوع من الكباش، ولا يزالون إلى اليوم ينهكون المفاوض الفلسطيني، من رحلة أوسلو مع الرئيس الراحل ياسر عرفات إلى قادة “حماس” اليوم.

وتبحث غرف ديبلوماسية ضيقة في فكرة ضم سفيرين إلى كرم من الطائفتين الشيعية والسنية، ليس لأسباب تفاوضية بل لإثبات مشاركة  ممثلين للطوائف الكبرى في البلد في هذه العملية، فلا يقتصر الوفد على شخصية مدنية مارونية فقط.

وفي المعلومات أن الجانب الشيعي لا يبدي حماسة لتطعيم الوفد اللبناني بوجوه مدنية إضافية.

وبالعودة إلى حلقات التفاوض تاريخيا مع إسرائيل، تمثل لبنان في توقيع اتفاق الهدنة عام 1949 بالمقدمين توفيق سالم وجوزف حرب. وتولى السفير أنطوان فتال إدارة مفاوضات اتفاق 17 أيار عام 1983 .

واقتصرت مشاركة الشيعة في المفاوضات مع إسرائيل على ضباط تولوا رئاسة الوفود العسكرية في اجتماعات الثلاثية، التي انتهت في “الميكانيزم” برئاسة العميد نقولا ثابت قبل أن تنتقل إلى كرم. وتعمل فرنسا على تمثيلها بمدني في ” الميكانيزم” أيضا.

ومن المفارقات في مفاوضات لبنان مع إسرائيل ومقارنتها بما يجري في غزة، أن “حماس” في صلب تلك العملية على عكس حال “حزب الله” المعني الأول بالموضوع، وقد وصف إشراك مدني في اللجنة بـ”السقطة والتنازل أمام إسرائيل”.

وإذا كان كل لبنان معنيا بهذه المفاوضات، فإن الشيعة وخصوصا في الجنوب يترقبون ما ستنتهي إليه لناحية رسم مستقبل بلداتهم واستعادة أراضيهم. وعلى أهمية المفاوضات، ينتظر الحزب ما ستفضي إليه بقيادة كرم الذي سيواجه أعباء عدة أمام الإسرائيلي، إذ يعتبر نفسه رابحا الحرب وقادرا على فرض شروطه. ويبقى الحذر من تل أبيب لممارستها أسلوب “المفاوضات تحت النار” في استعادة لنظرية هنري كيسنجر، والتي طبقها الأميركيون في حرب فيتنام.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا