بعقليني: واقع حقوق الإنسان يشهد تراجعًا مقلقًا : “يوم حقوق الإنسان 2025: ضرورياتنا اليومية”.

0
5

وجّه رئيس جمعية “عدل ورحمة” الأب الدكتور نجيب بعقليني رسالة إلى “جميع المعنيين بحياة الإنسان وكرامته”، بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان ( ١٠ كانون الأول)،قال فيها:
“من المؤسف أن نشهد تدهورًا واضحًا ومتسارعًا في احترام حقوق الإنسان حول العالم لا سيّما في منطقة الشرق الادنى بسبب الحروب المستمرة، تحت ذرائع واهية وتبريرات غير مقنعة، رغم وجود الاتفاقيات الدولية والقوانين المُحدَّثة، ورغم كل الجهود المبذولة لنشر الوعي وترسيخ ثقافة الحقوق”.
وأضاف: “ألا يجدر بالمسؤولين، خاصة أولئك الذين يستغلون حاجة الناس وضعف قدراتهم العلمية والمعيشية، أن يدركوا أن هذه الحقوق هي التي تمنح الإنسان حريته ومساواته؟ وهي التي تصون كرامته، وتضمن له حق التعبير، وتُعلي قيمته الإنسانية، وتُشجع طاقاته الخلّاقة التي وهبها له الله ليشارك في بناء عالم أكثر عدلًا وسلامًا، ويحافظ على الأرض التي أؤتمن عليها؟”.
وتابع: “إن التراجع عن احترام حقوق الإنسان بات ملموسًا لدى بعض الفئات التي يُفترض أن تكون سندًا لها، فيما نشهد في المقابل تراكمًا خطيرًا في اللامبالاة والاستهتار بكل ما يمسّ صون هذه الحقوق، من اعتقالات تعسفية وخطف وإخفاء قسري، وصولًا إلى التعذيب والقتل”.
وأردف: “ولنتذكر أن كل اعتداء على الإنسان هو انتهاك لحقوقه. بل إن الاعتداء على البيئة، أي على الطبيعة التي أبدعها الخالق، هو اعتداء على الخالق نفسه، فكيف إذا كان الاعتداء موجّهًا إلى الإنسان، أسمى مخلوقاته؟ إن إنسانيتنا تدعونا إلى مواصلة النضال من أجل استمرار الحياة كما أرادها الله لنا. فلنقف معًا، ولنوحّد جهودنا”.
وختم بالقول: ” إنّ المرحلة تفرض إدخال إصلاحات وتشريعات مناسبة، وزيادة الوعي لدى المواطنين. نعم، حقوق الإنسان تتعرض اليوم لهزّات خطيرة، وسط ازدراء واضح للكرامة البشرية وانتشار الفساد والاستغلال في قطاعات عدة. لذلك، لا بد من نضال متواصل، ومن تعاون كل أصحاب الإرادة الطيبة والمتمسّكين بالقيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية، من أجل ترسيخ العدالة والرحمة. نعم للكرامة، لا للتهميش والإذلال والقمع.
يبقى رجاؤنا معقودًا على أصحاب الإرادة الصالحة والنيات الطيبة، وعلى أفراد المجتمع الذين لا يكلّون عن الدفاع عن الإنسان وحقوقه بكل الوسائل المشروعة، سعيًا إلى إزالة التمييز ومحاربة الجهل والفقر، وبناء عالم أكثر أمانًا وسلامًا وحرية”.