قال مصدر ديبلوماسي في بيروت لـ«الأنباء» إن فرنسا دخلت مرحلة جديدة من تفعيل حراكها العربي والدولي تجاه لبنان، في توقيت بالغ الدقة تتقاطع فيه الضغوط الأمنية والسياسية والديبلوماسية على بيروت، وسط مخاوف فرنسية متزايدة من ترك لبنان مكشوفاً أمام احتمالات التصعيد الإسرائيلي. وأشار إلى أن باريس تستعد هذا الأسبوع لسلسلة اجتماعات مكثفة حول لبنان، في مؤشر واضح إلى قرار رفع مستوى الانخراط في الملف اللبناني.
📌دعم الجيش في صلب المقاربة الفرنسية
وأكد المصدر أن دعوة قائد الجيش العماد رودولف هيكل إلى فرنسا تعكس رغبة باريس في مقاربة مباشرة لحاجات المؤسسة العسكرية، بما يمهّد لتحرك دولي أوسع لدعمها في ظل التهديدات المتصاعدة، لافتاً إلى أن هذا الانفتاح يندرج ضمن حراك أشمل تشارك فيه المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس عبر محادثات مع جان ـ إيف لودريان بعد زيارته الأخيرة لبيروت.
📌قلق فرنسي من استمرار التهديد الإسرائيلي
وأوضح المصدر أن باريس ترى أن التهديد الإسرائيلي للبنان لا يزال قائماً بقوة، رغم تعيين السفير السابق سيمون كرم في لجنة مراقبة وقف الأعمال القتالية (الميكانيزم)، معتبرة أن وجود مفاوض مدني لا يكفي لضمان الاستقرار ما لم تُستكمل الخطوات اللبنانية بضمانات أميركية توقف الضغوط العسكرية الإسرائيلية.
📌الضغط على واشنطن وعقدة «حزب الله»
وأشار إلى أن باريس تكثف جهودها لإقناع واشنطن بالضغط على إسرائيل في الملف اللبناني، إلا أن حصر المشكلة بملف «حزب الله» يجعل لبنان الحلقة الأكثر خطورة في هذا المسار، ويزيد من تعقيد أي تسوية سريعة.
📌تفعيل الميكانيزم ونزع السلاح
ولفت المصدر إلى أن جهود لودريان في زيارته الأخيرة لبيروت ركزت على إقناع الجانب اللبناني بتعزيز آلية وقف النار وتفعيل الميكانيزم، على أن تتولى هذه الآلية التحقق من نزع سلاح «الحزب» على الأرض، وهو ما تعتبره باريس جوهر المهمة، مشيراً إلى أن الطرح لا يقتصر على جنوب الليطاني بل يشمل شماله أيضاً، ما قد يفتح باب جدل داخلي واسع.
📌الشلل السياسي على طاولة البحث
وكشف المصدر أن لودريان طرح في المسار السياسي إيجاد حل لتعطّل عمل البرلمان، انطلاقاً من قناعة فرنسية بأن التوتر الأمني على الحدود لا ينفصل عن الشلل السياسي الداخلي، وأن إعادة تفعيل المؤسسات الدستورية تشكل جزءاً أساسياً من منظومة الردع السياسي المطلوبة.
📌مقاربة شاملة لمنع الانفجار
وختم المصدر بالتأكيد أن باريس تتحرك ضمن مقاربة شاملة تهدف إلى إعادة وضع لبنان على طاولة الأولويات الدولية، لمنع الانفجار وترميم المؤسسات وتثبيت دور الجيش كعنصر أساسي للاستقرار، في ظل صراع إقليمي مفتوح وقلق فرنسي من أن يؤدي أي خطأ في الحسابات إلى انهيار ما تبقى من توازن هش في لبنان






