يومان حاسمان في مسار الوضع اللبناني، جنوباً وداخل ساحة النجمة: فاليوم يبحث اجتماع باريس الفرنسي – الاميركي – السعودي – اللبناني الوضع جنوب الليطاني وشماله، وموضوع حصر السلاح، ومصير التهديدات الاسرائيلية ضد لبنان والتلويح بعملية عسكرية واسعة ضد مناطق نفوذ حزب الله شمال الليطاني، وسط تشويش اسرائيلي مكشوف.
وفي وقت يستعجل فيه الرئيس نواف سلام انجاز مشروع قانون الفجوة المالية لإقراره في أول جلسة لمجلس الوزراء قبل نهاية هذا العام،يمتحن التشريع اللبناني اليوم قدرته على تجاوز الخلافات في ظل إصرار الرئيس نبيه بري على المضي قدماً في عقد الجلسة، وبالتالي تأمين نصابها، في ظل إلحاحية المشاريع المطروحة على جدول الاعمال والتي لم تنجز منذ الجلسة الاخيرة في 29 ايلول الماضي.
وقال مصدر نيابي لـ«اللواء» ان نصاب الجلسة تحوّل الى «معركة» بين الرئيس بري والجهات الداعمة له ورئيس «حزب القوات اللبنانية» سمير جعجع والكتل المؤيدة لطروحاته.
وفي الناقورة تجتمع غداً الميكانيزم، للمرة الثانية بمشاركة مدني لبناني وآخر اسرائيلي للبحث في إلزام اسرائيل احترام مندرجات قرار وقف النار، الذي وافقت عليه في 28 ت2 2024.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان أولوية الرئيس جوزاف عون عبَّر عنها امام زواره وتقوم على إبعاد شبح الحرب عن لبنان الى جانب تثبيت الأمن والاستقرار، مؤكدا ان التفاوض يسهم في تحقيق ذلك، ولفتت الى ان ما قاله الرئيس عون يكرره امام مسؤولين من الخارج، كما انه موضوع تثبيت وقف اطلاق النار هو النقطة الأساسية في الموقف اللبناني في لجنة الميكانيزم والتي زوّد بها السفير السابق سيمون كرم .
وأوضحت ان السفير كرم لن يخرج عن هذا الموقف بإعتبار انه اساسي قبل البدء بأي بحث اخر، وسيبقى كرم على تواصل دائم مع رئيس الجمهورية وبالتالي اي خطوة لن تتخذ الا من خلال التشاور معه.
الى ذلك، من المرتقب ان تتظهَّر اهداف زيارة رئيس الوزراء المصري في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين.
واعتبر وزير الخارجية الاسرائيلي ان المشكلات بين لبنان واسرائيل طفيفة، ويمكن تسويتها، لكن المشكلة بالاحتلال الايراني للبنان.
وفي التحركات العربية، تجاه لبنان، ومساء اليوم من بعبدا الى الناقورة يصل رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي إلى بيروت، لإستكمال البحث في المساعي الجارية لمنع اي تصعيد اسرائيلي واسع ضد لبنان، عشية انعقاد لجنة الاشراف الخماسية على تنفيذ اتفاق وقف الاعمال العدائية يوم غد الجمعة. وقالت مصادر رسمية لـ «اللواء» انه تم استبعاد فكرة او اقتراح ضم عضوين مدنيين سني وشيعي اضافيين الى السفير سيمون كرم الى اللجنة ولم تعد الامور بهذا الوارد، بينما التقى كرم رئيس الجمهورية جوزاف عون امس، وتبلغ منه توجيهاته قبيل الاجتماع المقرر للجنة. وحسب معلومات «اللواء» فإن اجتماع الجمعة سيخوض البحث في العمق، وإن الرئيس عون ابلغ السفير كرم مجدداً ان التفاوض سيكون وفق التوجهات والاولويات التي حددتها الدولة، اي وقف الاعتداءات وانسحاب الاحتلال من النقاط المحتلة، واطلاق سراح الاسرى واعادة تصحيح وتحديد الخط الازرق الذي خرقته قوات الاحتلال بالتمركز في نقاط ومواقع داخل الاراضي اللبنانية، وهو امر يصر لبنان على معالجته بتحرير هذه النقاط.
وحول الخطوة المقبلة في حال حصل توافق عسكري تقني على معالجة النقاط المختلف عليها، قالت المصادر: لننتهِ اولا من المرحلة الاولى ولتقلع لجنة الميكانيزم في عملها بآلية جدية وفعلية، وبعدها يتم البحث في المواضيع الاخرى اللاحقة.
واكد رئيس الجمهورية خلال استقباله المجلس الجديد للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، اننا «نعمل من خلال التفاوض على تثبيت الامن والاستقرار خصوصا في الجنوب، والتفاوض لا يعني استسلاما»، مشيرا الى «اني كرئيس للجمهورية، سأسلك أي طريق يقودني الى مصلحة لبنان، والمهم في ذلك ابعاد شبح الحرب وإعادة الاعمار وتثبيت الناس في ارضهم وانعاش لبنان اقتصاديا وتطوير دولته».
وعشية توجُّه قائد الجيش العماد رودولف هيكل الى باريس للمشاركة في الاجتماع الاميركي-السعودي – الفرنسي تحضيرا لمؤتمر لدعم الجيش، والذي سيناقش ايضا خطة الجيش لحصر السلاح، لفت نائب رئيس الحكومة طارق متري إلى أن الحكومة قامت بما هو ممكن في ظل الظروف القائمة، معتبرًا أن الجيش اللبناني يؤدي دورًا جيدًا ويتمتع بمصداقية واضحة، وهو ما لمسه السفراء ميدانيًا خلال جولاتهم. وفي ما يتعلق بسلاح «حزب الله»، أوضح متري أن قائد الجيش اقترح خطة من خمس مراحل، تنطلق من تعزيز قدرات الجيش، وأن بسط سلطة الدولة في المنطقة المحيطة بالليطاني يشهد تقدمًا تدريجيًا، مع اقتراب الجيش من إنهاء مهمته جنوب الليطاني تمهيدًا للانتقال إلى مراحل لاحقة.
واطلع السفير الاميركي ميشال عيسى الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس على ما رآه السفراء وسمعوه من قائد الجيش هيكل خلال الجولة الميدانية في الجنوب.
وكذلك يطلع السفير السعودي وليد بخاري المكلف ملف لبنان في الديوان الاميركي الامير يزيد ن فرحان، قبل ان يستمع المجتمعون معاً الى مطالعة العماد هيكل، ويطرحون ما يزلم من اسئلة وهواجس امامه.
ومن غير المستبعد حضور ما جرى في يانوح لجهة عدم وجود اسلحة في المنزل، الذي دعا المتحدث الاسرائيلي الى اخلائه قبل قصفه، وتبين لاحقاً ان ما زعمه الجيش الاسرائيلي لم يكن اكثر من ادّعاء لا اساس له، وهذا ما حدث في تولين امس، حيث عثر على غرفة مهجورة لا تحتوي على اي سلاح.
وفي حين اشارت معلومات الى ان الجيش اللبناني أجرى كشفاً داخل بلدة تولين الجنوبية في مكان كان تعرض سابقاً لغارة إسرائيلية، بناءً على طلب من «الميكانيزم»، على خلفية ادعاءات إسرائيلية بوجود نفق لحزب الله في المنطقة، تبين بعد الحفر والكشف انه نفق مهجور ولا عتاداً عسكرياً فيه. بينما أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأن «إسرائيل تستعد لمواجهة عسكرية مع حزب الله مع اقتراب الموعد النهائي لنزع سلاحه جنوبي نهر الليطاني نهاية العام، فيما لا تزال واشنطن ترى إمكانية لمنع التصعيد». ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين أن «المواجهة مع حزب الله باتت حتمية لأن التنظيم يتعافى ويتعزز بوتيرة أسرع»،وأن إسرائيل أبلغت واشنطن أن الجيش اللبناني لا يقوم بالمهمة المطلوبة».
ولكن الصحيفة عادت وذكرت أنه حسب التقديرات، فإن الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد «حزب الله» في لبنان لن تحدث قبل لقاء نتنياهو المقبل مع ترامب» ..واكدت «يديعوت أحرونوت» تراجع الدعم الأميركي لعمل عسكري إسرائيلي واسع ضد حزب الله في هذه المرحلة.
وأعلن العدو الإسرائيلي عن تنفيذ قواته لمناورات عسكرية، اليوم الخميس، على الحدود الشمالية بين فلسطين المحتلة ولبنان.
إلّا ان قناة «الحدث» نقلت مساءً عن مصدر دبلوماسي فرنسي: هناك قيود أميركية اخيراً على الضربات الإسرائيلية على سوريا وليس على لبنان. وعلى لبنان تقديم رواية مغايرة للإسرائيلية «الخاطئة» بأن لا تقدم بنزع سلاح حزب الله. ونعمل على تأكيد أن الجيش اللبناني «يفعل ما يقوله»..ونريد تجنيب لبنان تصعيداً اسرائيلياً جديداً.
تابع : إقترحنا مواكبة قوة من اليونيفيل للجيش اللبناني خلال نزع سلاح حزب الله، مستطرداً: ان انسحاب اليونيفيل بعد عام لا يجب أن يؤدي إلى فراغ أمني جنوب لبنان.وحذّر من أن «حزب الله سيسعى لإعادة التسلح، وأن سلاحه شمال الليطاني سيؤدي لتعقيدات أكبر من تلك الموجودة جنوبه».
المصدر: اللواء





