كان من المتوقع ان تقدم شورى “حزب الله” على انتخاب الشيخ نعيم قاسم اميناً عاماً خلفاً للراحل السيد حسن نصرالله في أصعب توقيت اسرائيلي يهدد اكبر حزب في لبنان والمنطقة.
وكانت قواعد الحزب والبيئات الشيعية تتحضر وتعرف مسبقاً ان لا مفرّ الا من انتخاب قاسم في هذا الموقع الحساس، ولا سيما بعد اغتيال السيد هاشم صفي الدين الذي كان اول المؤهلين لخلافة نصر الله.
يعرف قاسم انه لا يملك القدرات التي كان يتمتع بها نصرالله ولا يقدّم الرجل نفسه على هذا الاساس والكاريزما التي امتاز بها السيد.
ويعترف أنصار الحزب أن فقدان نصرالله خسارة لا تعوض وان زعيما من هذا النوع يبقى قماشة نادرة في لبنان والشرق.
ولم يكن هناك من مهرب من تعيين قاسم في هذا الموقع على رأس حزب جريح لم يعرف هذه النوع من أقسى الامتحانات منذ تاسيسه عام 1982 الى اليوم.
واذا كان قاسم الاتي من اختصاص علم الكيمياء وخريج الجامعة اللبنانية والحوزة الدينية، الا ان كثيرين في صفوف الشيعة من انصار الحزب وجمهوره فضلا عن ابناء الطائفة غير المنضوين في هذا الخط لا يرون ان كيمياء تربطهم بالامين العام الجديد ولو ان المنضوين في صفوف الحزب سيطبقون تعليمات الشورى.
وفي المقابل يشهد لقاسم على ألسنة من تعاون معه وعمل معه من الحزب وخارجه واقله في العقدين الاخيرين الاخيرين ان الشيخ نعيم سيكون امينا على الخطى التي رسمها نصرالله. وان قاسم الخلف الذي يتمتع بقدرات تنظيمية عدة سيعمل على وضع بصماته على مختبر جسم حزب شارف على الانهيار الى ان استعاد توازنه بصعوبة حيث لا تزال اسرائيل تطارد كوادر وقواعده اينما حلت ولو احتاجت الى استهدافهم باطنان من القنابل والنار. وعندما يطل قاسم على جمهور حزبه في اول اطلالة له وهو سيترحم على نصر الله واستشهاده، سيطلب من مريديه ومحبيه عدم مقارنته بـ”السيد” النجم السياسي – الديني الذي رفعت صوره في لبنان والخارج. واحبه كثيرون من غير الشيعة ايضا.
اطلالة قاسم الاولى المنتظرة قريبا، يرجح عارفون انها لن تكون من لبنان، بعدما تم نقله الى طهران لضمان حمايته في هذه المرحلة الحساسة.