الذي جعل نتنياهو يطلب زيارة الوفد الأميركي هو الفشل العسكري والخسائر الكبيرة في الحملة البرية

0
28

كتبت صحيفة “البناء”:مصادر متابعة للمسار التفاوضي قالت إن الذي جعل نتنياهو يطلب زيارة الوفد الأميركي ويعتقد أنه يقدّم تعديلاً جوهرياً في سقفه السياسي للحرب هو التراجعات التي فرضتها عليه المقاومة بفعل ما أظهره الميدان من وقائع حول الفشل العسكري في الحملة البرية ونجاح المقاومة بإقامة توازن ناري لا يزال نوعياً ويتطور تدريجياً على الصعيد الكمّي، لكن لا تزال هناك حاجة ليقول الميدان المزيد حتى ينضج الكيان للعودة إلى المربع الأصلي الذي يمثله القرار 1701 كأساس لتنظيم الوضع عبر الحدود.
الميدان كما قدّمته غرفة عمليات المقاومة في إجمالي النتائج لمواجهات شهر من العملية البرية، يقول إن الاحتلال تكبّد 900 جريح و95 قتيلاً وخسر 42 دبابة و5 طائرات مسيّرة و4 جرافات وناقلة جند مدرعة، وأضاف تقرير غرفة العمليات «أن قوات العدو تتجنب التنقل والتموضع ضمن حقول رؤية مجاهدي المُقاومة خشية استهدافها. وهي تستحدث معابر ومسارات غير مرئية، وتعتمد التسلل ليلًا إلى داخل القرى الحدوديّة والانسحاب منها بعد تدمير منازل المدنيين وتخريب البنى التحتيّة، وإن خطوط الإمداد نحو الجبهة ومحاور الاشتباك لم تنقطع منذ بدء العدوان على لبنان، وما زالت الجبهات تُرفد بالسلاح والعديد اللازم وفق الخطط المُعدّة مُسبقاً»، وقال التقرير «إنه بالرغم من الإطباق الاستعلامي الذي يُمارسه العدو في سماء الجنوب، لا يزال المُقاومون يتمكنون من تربيض وتذخير وإطلاق المئات من الرشقات الصاروخيّة اتجاه نقاط تموضع جنود العدو حتى عمق الكيان بشكل يوميّ ومتواصل وعلى مدار الساعة. وهذا ما تؤكّده المشاهد التي ينشرها الإعلام الحربي. ولم يتمكّن العدو من إحباط أي عمليّة إطلاق من الأراضي اللبنانيّة».

هذه الصورة التي عبر عنها تقرير غرفة العمليات كانت محور المداخلة التي قدّمها مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف أمام اللقاء الإعلامي الوطني، معتبراً أن جوهر المعركة يدور على الرأي العام عندنا وفي الكيان، والمقاومة تدير حربها لتغيير اتجاه الرأي العام في الكيان وزرع اليأس عنده من جدوى رهاناته على الحرب وتزرع الشكوك بما تفعله قيادة الكيان ويتسبب بتعريض مستوطنيه وأسراه للمزيد من المخاطر، بينما في المعركة على الرأي العام عندنا فإن جوهر الصراع يدور حول تعزيز الثقة بالمقاومة وقدرتها على تحقيق النصر، مقابل التشكيك بمصداقيتها وقدراتها، وفيما نملك وقائع الميدان التي تقدم كل يوم تأكيداً جديداً على قوة المقاومة وقدراتها وإنجازاتها، لا يمتلك الاحتلال ومَن يروّجون له إلا المناورات التفاوضية الفارغة لتثبيط العزائم وإحباط الهمم، والإيحاء بأن الحرب تقترب من نهايتها لإرباك المشاعر، وهنا تأتي مهمة الإعلام المقاوم الذي يتفوّق بصدقه وتعبيره عن حقائق ثابتة رغم ضعف إمكاناته مقابل إعلام مدجج بالإمكانات يروّج للأكاذيب ويبني خطابه على الأوهام.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا