أعربت مراجع رسمية لبنانية عبر «الجمهورية» عن خشيتها من أن تعمد إسرائيل إلى استغلال انشغال الإدارة الأميركية بالانتخابات الرئاسية لكي تطلق يدها في عمليات القتل والتدمير والتهجير على نطاق واسع، وما يفاقم المخاوف، وفق المراجع، هو تهديد بعض المسؤولين الإسرائيليين بتفجير حرب صاعقة مع إيران وتوريط الولايات المتحدة فيها وابتزازها، في لحظة انشغال الإدارة الديموقراطية بتأمين الدعم اللازم في صناديق الاقتراع. ويمكن أن يؤدي اندلاع هذه الحرب الطاحنة بين إسرائيل وإيران إلى رفع مستوى السخونة بمقدار كبير جداً وبالغ الخطورة في لبنان، لأنّه سيكون إحدى ساحتها الأساسية.
وكشفت مراجع ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، انّ السفراء الخمسة تجاوبوا مع الدعوة التي وجّهتها الأمانة العامة لمجلس الوزراء وسيشاركون جميعاً في الاجتماع اليوم، ذلك انّ لهم أكثر من رسالة يريدون تكرارها أمام المسؤولين اللبنانيين تعبّر عن المخاوف من حجم العمليات العسكرية، وانّ احتمال توسع الحرب لم يعد وهماً كما نُقل عن أحدهم، وانّ تبادل الهجمات بين تل أبيب وطهران من إحدى تجلّياتها. ولفت آخرون إلى انّهم حذّروا مراراً من مجرى الأحداث، عندما شدّدوا امام جميع المسؤولين اللبنانيين على مختلف المستويات، على أهمية الفصل بين لبنان وغزة، وقد ذهبت أمنياتهم أدراج الرياح بالنسبة اليهم، وقد فوّتوا مجموعة من الفرص الذهبية التي كان يمكن ان تُستغل بطريقة فضلى.
واكّدت هذه المراجع، انّ الالتزام بالقرارات الدولية في لبنان تحول مصيدة للمجتمع الدولي، وأنّ الرهان على قدرته على تطبيق هذه القرارات ولا سيما منها القرار 1701 بكل مندرجاته لم تكن حصيلته واضحة ومقنعة. وانّ النقاش الدائر في الداخل لا يُعوّل عليه خارج أطار كونه من المناكفات الداخلية. فالمجتمع الدولي يريد أن يرى الخطوات الضرورية ولو نُفّذت في مواقيتها لما كان التشدّد اليوم قائماً في شأنها.