اعلن وزير الصحة العامة فراس الأبيض افتتاح أقسام جديدة في المستشفى التركي التخصصي للإصابات والحروق في صيدا اعتبارا من يوم غد الثلاثاء ليشكل المستشفى دعامة إضافية للقطاع الصحي في هذه المرحلة العصيبة التي يتعرض فيها لبنان لاعتداءات اسرائيلية متمادية مما أدى إلى خروج ثماني مستشفيات عن الخدمة بشكل كامل.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الأبيض في المستشفى التركي في صيدا بمشاركة رئيسة مجلس ادارة المستشفى الدكتورة منى ترياقي وبحضور اعضاء مجلس الادارة وممثلين عن عدد من الجمعيات والمنظمات الغير حكومية الداعمة للمستشفى وممثلي وسائل الاعلام .
كما اشار الأبيض إلى ان الأقسام التي ستبدأ بتقديم الخدمات ستعمل من ضمن برنامجين أساسيين هما علاج حروق جرحى الحرب ومتابعة مرحلة الترميم والتأهيل بعد العلاج الأولي للاصابات.
واستهلّ الوزير الابيض كلمته بالرحمة على الشهداء والشفاء العاجل لجميع الجرحى والأمن للوطن وقال إن الاعتداءات مستمرة على الطواقم الطبية والإسعافية والمنشآت الصحية حيث أدت في الساعات الاخيرة إلى إصابة مستشفى تبنين الحكومي بأضرار جسيمة وكذلك لحقت أضرار بمستشفى بعلبك الحكومي فضلا عن استهداف محيط مستشفى حيرام في منطقة صور حيث من المعلوم ان الاعتداءات الإسرائيلية أدت إلى إقفال ثماني مستشفيات.
وجدد الوزير الأبيض التأكيد ان هذا الامر هو جريمة حرب تضاف إلى جرائم الحرب الأخرى التي يرتكبها العدو الاسرائيلي في لبنان مذكّرا بأن لبنان قدم عبر وزارة الخارجية شكوى لمجلس الأمن الدولي موثقة بكل الاعتداءات.
واضاف : كان من المهم ان نحافظ على رفع جهوزية القطاع الصحي والقدرة الاستيعابية للمستشفيات لذلك قررنا افتتاح جزء من المستشفى التركي في صيدا ليبدأ بتقديم الخدمات اعتبارا من صباح غد الثلاثاء.
كما أوضح أن الأقسام التي سيتم افتتاحها هي قسم الطوارىء للنظر في مختلف المراجعات، جناح جرحى الحرب والحوادث، غرفتان للعمليات وأربع غرف للعناية الفائقة بالجرحى وأربع أسرة لعلاج الحروق إضافة إلى عيادات لمعالجة الحروق والجرحى وقسم العلاج الفيزيائي.
وذكّر الوزير الأبيض بان المستشفى كان قد افتتح في وقت سابق قسم الأشعة وقسم العلاج الكيميائي وقسم المختبر وغيرها من الأقسام.
وتابع موضحا أن المستشفى التركي سيقدم برنامجين أساسيين هما:
البرنامج الأول علاج الحروق في دعامة إضافية للمنطقة بعدما افتتحت الوزارة قسما لهذا العلاج في مستشفى النبطية الا ان الظروف الأمنية الصعبة في النبطية حتمت افتتاح قسم مواز. وذكر بأن البرنامج المرجعي لعلاج الحروق في لبنان موجود في المستشفى اللبناني – الجعيتاوي في العاصمة بيروت.
البرنامج الثاني هو البرنامج الوطني لجراحات الترميم والتأهيل بعد العلاج الأولى للاصابات. وأوضح الوزير الأبيض أن لبنان تخطى عتبة ال 13 الف جريح يحتاج عدد كبير منهم إلى عمليات ثانوية وعدة عمليات للتأهيل ومن مهمات البرنامج متابعة كل هذه الأمور.
واعتبر الأبيض أن افتتاح الأقسام الجديدة المذكورة في المستشفى في ظل الظروف الحالية لم يكن بالأمر السهل ولكنه انجاز كبير بالنسبة للقائمين على المستشفى والشركاء ويشكل خطوة من خطوات لاحقة حتى يتم الافتتاح التام للمستشفى بحضور كل الفاعليات.
كما توجه الابيض بالشكر لفعاليات مدينة صيدا وبلديتها والدولة التركية التي قدمت المشروع للبنان بكلفة عشرين مليون دولار تحت اشراف الوكالة التركية للتنمية تيكا إضافة إلى ما يبذله الشركاء الدوليون من جهد مشكور.
وتابع مؤكدا أن هذه الخطوة تؤكد إصرار وزارة الصحة على تحقيق صمود القطاع الصحي ليقدم الخدمات الطبية والاغاثية وذلك في مواجهة اعتداءات العدو الاسرائيلي الهادفة إلى حرمان أهلنا منها.
وجدد وزير الصحة العامة مناشدة المجتمع الدولي الذي تحصل تحت ناظريه هذه الاعتداءات على المستشفيات والطواقم الطبية والإسعافية، ان يتحمل مسؤولياته بحماية المنشآت الصحية والعاملين فيها.
بعد ذلك جال الوزير الدكتور الأبيض والترياقي برفقة الإعلاميين على الأقسام التي تم افتتاحها وقدمت الترياقي عرضا مختصرا عن الخدمات التي ستبدأ هذه الأقسام بتقديمها اعتباراً من يوم غد الثلاثاء .