شهران مصيريان وحاسمان على لبنان

0
18

كتبت صحيفة الجمهوريه:

الواقع اللبناني في موازاة الحدث الاميركي، وعلى ما يستنتج من مصادر رسمية مسؤولة، متموضع في مربّع الحذر الشديد، يتجاذبه من جهة، تعويل على ترجمة ترامب لوعده بإنهاء الحروب بما يشمل إنهاء العدوان الاسرائيلي على لبنان، ومن جهة ثانية، قلقٌ وتخوّف كبيران جداً، من أنّ مصلحة إسرائيل التي تلتزم بها كل الإدارات الاميركية بما فيها ادارة ترامب، قد تقتضي مع ادارة ترامب المعروف بقربه الوثيق من نتنياهو سياسات جديدة – قديمة تزيد الضغوط على لبنان».

في موازاة ذلك، تبرز مقاربة تشاؤمية لأحد كبار المسؤولين لـ«الجمهورية»، عبّر فيها عن خشيته من أن نكون أمام فترة شديدة التعقيد والتصعيد. وقال: «لا أرى ما يوجب التفاؤل، وأتمنى ان أكون مخطئاً، ولكن لا شيء يحمسني لأتوقع انقلاباً في الوضع ينهي الحرب في المنطقة ولا في لبنان ولا في غيرهما. بل إنني من الأساس في ما يعنينا بلبنان، لا أتوقع التغيير الذي ننشده، لسبب أنّ في الولايات المتحدة أمرين أحدهما متحرّك والثاني ثابت، المتحرّك هو هوية الرئيس الأميركي، حيث يكون تارة ديموقراطياً وتارة أخرى جمهورياً، فيما الثابت هو الدولة العميقة التي تحكم الولايات المتحدة وتحدّد سياساتها. ومن هنا فإنّ الدولة العميقة التي تدير الحرب على اوكرانيا والتوتير مع روسيا والصين وإيران، وترعى حرب نتنياهو على غزة ولبنان ستواصل ذلك، وربما بطريقة اكثر شراسة وشراكة مع نتنياهو في غزة ولبنان»

وعندما يُقال للمسؤول عينه بأنّ ترامب قال انّه يريد إنهاء الحروب، يسارع إلى القول: «ما اخشى منه هو أن يكون هذا الكلام لشراء الاصوات لا اكثر. ثم إنّ هذا الكلام هو كلام عام، فمن يستطيع أن يؤكّد أنّه لا يقصد بقوله عن إيقاف الحروب بأنّه يريد أن يوقف الحرب في لبنان او غزة او مع ايران بالطريقة التي يريدها هو، ايّ بالحسم من قبل اسرائيل ضدّ ايران وبالشكل الذي يحقق هدفها بإضعاف المقاومة وإنهاء وجودها في غزة ولبنان».

ونقلت” الجمهوريه ” عن احد السفراء العرب في لبنان إنّ واشنطن، وبمعزل عن هوية الرئيس، ترغب في إنهاء الحرب في لبنان، وهذا الحلّ ما زال ممكناً، وربما يكون ملحّاً اكثر من أي وقت مضى تداركاً لتطور المواجهات إلى مستويات شديدة الخطورة على الجميع، وخصوصاً انّ الاستعدادات في الجبهة تنذر بذلك. ومن هنا فإنّ عامل الوقت هو أكثر الأسلحة خطورة ويضغط بشكل كبير على كل الاطراف، وثمة معطيات تفيد بأنّ ادارة الرئيس جو بايدن تنوي أن تقوم بجهد مضاعف في هذا الاتجاه خلال الفترة المتبقية من ولايتها، وخصوصاً انّها ما زالت تتمتع بكامل صلاحياتها وفعاليتها وتمارسها حتى آخر لحظة».

وفي سياق متصل، يستبعد مسؤول رفيع فرضية بلوغ حل ديبلوماسي مع إدارة بايدن، وقال: «نظرياً إدارة بايدن تتمتع بكامل صلاحيتها، ولكنها لا تملك قدرة تسويق حل، حتى ولو أعادت إيفاد آموس هوكشتاين من جديد إلى اسرائيل ولبنان. فهي عندما كانت بكامل فعاليتها لم تتمكن من ذلك، فكيف لها الآن أن تحقق ذلك في فترة انتقالية منقوصة الفعالية فيها وتعاني ذروة الضعف، واكثر من ذلك مثقلة بهزيمة انتخابية مهينة بخسارة نائبة بايدن كامالا هاريس وفوز دونالد ترامب.

وفي رأي المسؤول عينه، فإنّ «الفترة الممتدة حتى بدء ولاية ترامب، ميّتة سياسياً، الّا انّ المقلق فيها انّها قد تكون حبلى باحتمالات وسيناريوهات شديدة الصعوبة والخطورة، حيث من غير المستبعد أن يعمد نتنياهو خلالها إلى توسيع الحرب والصراع في غزة ولبنان، في محاولة منه لفرض وقائع ومعادلات جديدة على جبهة لبنان، لم تمكنه المقاومة من تحقيقها. ما يعني أنّ الشهرين المقبلين السابقين لـ20 كانون الثاني، حاسمان ومصيريان في آن معاً».

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا