لملمت بعلبك اليوم بعض جراحها، ووارت شهداءها دون مراسم اعتادت عليها اجلالا وتكريما، فاقتصر الحضور على مجموعة من الأقرباء والأصدقاء، تجنبا لغدر العدو الغاشم.
وأمّ مدير حوزة الإمام المنتظر الشيخ حسن قانصوه المصلين على جثامين شهداء مجزرة حي الشيقان التسعة: مصطفى أحمد أبو إسبر، والأشقاء رضوان وسوزان ومروى ودموع حسين أبو إسبر، علي ابراهيم أبو إسبر، وولديه آدم وحيدر علي أبو إسبر، وصهر العائلة محمد قاسم وهبة.
وباشر منذ الصباح الباكر أصحاب المنشآت السياحية والمحال التجارية والمراكز الطبية والمختبرات المجاورة لموقف قلعة بعلبك الذي استُهدف في جنح الظلام، إزالة آثار العدوان والمباشرة بأعمال التأهيل حيث دمرت الغارة مبنى “المنشية” وكل ما يحتويه من تحف فنية وتراثية ومعروضات.
ومن المؤسسات المتضررة أيضاً في الموقع المطل على معابد قلعة بعلبك والمجاور لها: أوتيل “بالميرا” التراثي، الشاهد على حقبات تاريخية غابرة عدة، والذي أصيب بأضرار جسيمة في باحاته وغرف نومه وأقسامه كافة. كما تضرر مختبر الدكتور سهيل رعد، ومركز درة للعلاج الفيزيائي، وسلسلة محال تراثية وتجارية ومباني سكنية في الحي.
وفي غارة الشراونة لم تقتصر الأضرار على تدمير بيوت دارة عائلة أبو أسبر، بل هناك في المحيط عشرات المنازل في أحياء آل حليحل وشرف الدين ويعقوب وسعيِّد والموسوي والمنيني المجاورة لمكان ارتكاب المجزرة، والتي دمرت بشكل جزئي أو تصدعت أو أصيبت بأضرار مادية فادحة، ناهيك عن إصابة أكثر من 14 مواطناً بجروح تراوحت ما بين الخطرة والمتوسطة والطفيفة.
هذا وواصلت جرافات بلدية بعلبك، بالتعاون مع الأهالي والهيئة الصحية الإسلامية والدفاع المدني، عمليات رفع الركام والبحث بين الأنقاض عن ناجين، أو عن أشلاء شهداء.
وجال رئيس بلدية بعلبك مصطفى الشل، برفقة أعضاء المجلس البلدي النقيب المتقاعد محمد طه، محمد عواضة وبلال حليحل، في الأحياء السكنية التي تعرضت للقصف المعادي، وتفقدوا الجرحى في المشافي، ومنهم من عمال البلدية.
وأكد الشل في تصريح ان” العدو يستهدف الأحياء الفقيرة والسكنية، ولم تسلم من عدوانه المواقع الأثرية والتراثية والتاريخية، وعدد الشهداء كبير جدا في بعلبك. رحم الله الشهداء، ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى”.