كتبت الشرق الاوسط :
تبدّل مشهد الحرب الإسرائيلية على لبنان بعد أكثر من شهر على التصعيد الشامل الذي ارتكز في المرحلة الأولى على استهداف مواقع عسكرية ومركزية تابعة لـ«حزب الله»؛ إذ وبعدما اغتالت قادة الحزب وقالت إنها دمّرت أكثر من 80 في المائة من ترسانته الصاروخية، انتقلت إلى مرحلة الضغط على «حزب الله» شعبياً واقتصادياً، في موازاة التدمير الذي طال القرى الحدودية في الجنوب لإنشاء المنطقة العازلة، وبالتالي منع عودة السكان إليها لتأمين عودة سكان الشمال.
وفي ظل هذه السياسة، يرى رئيس «مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية»، العميد المتقاعد الدكتور هشام جابر، أن إسرائيل بعدما فشلت في المعركة البرية باتت اليوم تركز أهدافها على التدمير والتهجير، خاصة في بيئة «حزب الله»؛ كي تمنع أو تؤخر عودة السكان.
اضاف:الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من تنفيذ اجتياح بري على غرار عام 2006؛ لأن ذلك مكلف كثيراً بالنسبة إليه، فقام بالتوغل عبر خمس نقاط حدودية معتمداً سياسة التدمير غير المكلف بالنسبة إليه، ومستهدفاً بشكل أساسي مناطق محسوبة بشكل أساسي على بيئة «حزب الله».
والهدف الإسرائيلي الأساس من التدمير والتهجير في المناطق الحدودية هو إنشاء منطقة خالية من البشر والحجر بحدود 2 كيلومتر، بحسب جابر، مشيراً إلى أن الإسرائيلي يرى أنه «سيطر عليها بالنار من دون أن يحتلها، بحيث يبعد عنه الصواريخ المضادة للدروع التي يطلقها (حزب الله)، وخطر (قوة الرضوان) التي يقول إنها كانت ستنفذ هجوماً مثيلاً بهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، وهذه ورقة قوية في يد الإسرائيلي يستطيع المساومة عليها في المفاوضات».
وفي الضاحية البعيدة عن الحدود، والتي تتعرض بدورها لتدمير ممنهج، فإن الهدف الإسرائيلي الأساس بحسب جابر، هو أيضاً الضغط على «حزب الله»، عبر تهجير بيئته وتدمير المباني والمنازل، ما سيمنع أو يؤخر عودة الأهالي.