عتبر رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي السابق وليد جنبلاط، أن “الوضع في لبنان سيستمر في التدهور بسبب الموقف الغربي، وتحديداً بسبب موقف جمهورية ألمانيا الاتحادية”، مشيراً إلى أن “المواقف التي أطلقتها وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال زيارتها الأخيرة إلى بيروت، في ما يتعلق بانزلاق لبنان نحو الفوضى، جاءت لتزيد من تعقيد الوضع بدل من المساهمة في حله”.
وأكد جنبلاط، في حديثٍ مع صحيفة “سويدوتشي زيتونغ” الألمانية، مساء اليوم الأربعاء، أن “ألمانيا تدعم إسرائيل في صراعها مع الفلسطينيين”، معتبراً أن “دعمها لهذا الموقف يزيد من تفاقم الأوضاع في المنطقة، وأن حزب الله لا يمكن أن يتوقف عن مواجهة إسرائيل في هذه الظروف”.
كما تطرق إلى دعم ألمانيا العسكري لإسرائيل قائلاً: “على ألمانيا على الأقل أن تتوقف عن تزويد إسرائيل بالأسلحة والذخيرة، وأن تقوم بدور الوساطة بدلاً من ذلك”.
وحول تصريحات بيربوك، التي تحدثت عن انزلاق لبنان نحو الفوضى، قال جنبلاط: “كيف تعرف ذلك؟ هل هي مستشرقة؟ نحن حرفياً نستجدي وقف إطلاق النار، لكن الغرب، وألمانيا على وجه الخصوص، لا يدعموننا. لو كانت ألمانيا لدعمتنا لكان لها تأثير بالتأكيد”.
وأضاف جنبلاط، “الموقف الألماني المعروف من إسرائيل لا يتماشى مع الوضع الراهن في لبنان، حيث أن الجيش اللبناني بحاجة إلى الدعم والتسليح المناسب لحماية أراضيه من الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة”.
وعن موقفه من حزب الله، أشار إلى أن “قبل اغتيال إسرائيل للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، حذرت من جر لبنان إلى حرب مفتوحة، لكن بعد اغتيال نصرالله، لا نعرف لمن نتحدث في الحزب”، لافتاً إلى أن “إيران هي التي تتولى المسؤولية في حزب الله من وجهة نظره”.
وتابع جنبلاط، “حزب الله لا ينظر إليه في لبنان على أنه مجرد “منظمة إرهابية” كما تصفه بعض الدول الغربية، بل جزءاً من النسيج اللبناني وممثل في البرلمان اللبناني إلى جانب حركة أمل”، مؤكداً أنه لا يدعم الحرب الحالية لحزب الله، لكنه شدد على أنه لا يمكن للبنان أن ينجح في الصمود دون الدعم الخارجي.
وفي رده على سؤال حول مسؤولية اللبنانيين في الأزمة، قال جنبلاط: “لا أحد يستطيع الحديث عن حلول في لبنان دون النظر إلى دور القوى الخارجية. من دون الدعم النزيه من العالم الغربي، لا يمكن أن يكون هناك حل داخلي، كل مجموعة في لبنان لديها جوابها الخاص”.
وحول دعم الغرب لإسرائيل في ما يحدث في غزة والضفة الغربية، أوضح أن “العالم الغربي بالكامل انحاز إلى جانب إسرائيل في ما يجري في غزة والضفة الغربية واليوم في لبنان، حيث إسرائيل تعتدي على لبنان يومياً ويقوم حزب الله بالرد عسكرياً. كيف يمكننا أن نتوقع أن يتوقف حزب الله عن ذلك؟”.
فيما يتعلق بكيفية إنهاء العنف المستمر، أكد جنبلاط على ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 1701، مشيراً إلى أهمية تعزيز دور الجيش في الجنوب بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية “اليونيفيل”، رغم العجز الذي أظهرته هذه القوات في مواجهة الهجمات الإسرائيلية.
ورداً على سؤال حول فعالية تعزيز الجيش، لفت جنبلاط إلى أن “تعزيز الجيش يعارضه الأميركيون والألمان بحجة أن الجيش يجب أن لا يُزوّد بأسلحة هجومية يمكن أن تهدد إسرائيل، وهذا كلام سخيف”.
وفيما يتعلق بخطر اندلاع حرب أهلية في لبنان، قال جنبلاط: “لماذا ستكون هناك حرب أهلية؟ نحن تعلمنا من الحرب الأهلية السابقة، لكن ربما أن إسرائيل تريد زرع الفوضى في لبنان وفي الشرق الأوسط بأسره. أتمنى أن لا يقع اللبنانيون في هذا الفخ”.
وأكد جنبلاط أن “لبنان لا يزال يعاني من تداعيات الأزمة، وأن الحلول تأتي فقط عبر دعم عربي وغربي حقيقي للبنان كي يتمكن من التعامل مع التحديات الحالية”.