كتبت النهار :
تأرجح موعد زيارة هوكشتاين لبيروت بما شكل وفق المعلومات المتوافرة مؤشراً إلى أمرين اعترضا زيارة حاسمة للموفد الأميركي تمكنه من الانتقال إلى تل أبيب بجواب لبناني يتيح التوصل إلى اعلان وقف النار والشروع في هدنة تضع أسس الحل المستدام لاحقاً.
الأمر الأول أن الجانب الأميركي اعتمد مقاربة حازمة جداً هذه المرة لأنه لن يسمح بتجربة اخفاق جديدة فيما الادارة الأميركية الحالية على مشارف الشهرين الأخيرين من ولايتها.
الأمر الثاني، أن ما تبلّغته واشنطن أولياً من مضمون الجواب اللبناني “الممانع”، بعدما تبلغ رئيس مجلس النواب نبيه بري ليل الأحد الماضي جواب “حزب الله” على الورقة الأميركية، ووصف بأنه اتسم “بمرونة وايجابية ظاهرية” ، إلا أنه كان لا يزال يحمل غموضاً وتحفظات عن بنود أساسية في الاقتراح بما دفع هوكشتاين إلى اتخاذ قرار أولي بارجاء حضوره إلى بيروت وتل أبيب ريثما يذلل “الغموض البناء” الذي طبع ما تبلغه عن جواب الجانب اللبناني علماً أن المعلومات تؤكد أن الاتصالات بقيت مفتوحة بين بري وهوكشتاين.
وكانت المعلومات المتوافرة عن موقف “حزب الله” أشارت إلى أن الحزب يعتبر أن الاقتراح الأميركي يشكّل “إطارا تأسيسيا” لأي اتفاق محتمل لوقف النار، لكنه في الوقت عينه يشدّد على أن الاقتراح يحتاج إلى نقاش طويل قبل قبوله. وأضافت أن “حزب الله” “يعتبر نص اتفاق وقف النار “جيداً من حيث المبدأ ولكن صياغته تظهر أن إسرائيل هي المنتصر في هذا الاتفاق، وهو ما يشكل عائقاً أمام تمريره، وفي الوقت الذي يعتبر فيه الحزب أن إسرائيل فقدت جدوى القتال فإنه يسعى للاستثمار في هذه النقطة عبر تمسّكه بالـ1701 وصمود الجبهة ومواصلة إطلاق الصواريخ.
وذكرت المعلومات أن “حزب الله” يُصرّ على أن إسرائيل لا يمكنها تحقيق انتصار حاسم، ويعتمد على استمرار المعركة السياسية والعسكرية لتحقيق أهدافه.
وفي السياق، صعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقفه من لبنان، فقال إن “3 خيارات قدمت له بشأن التعامل مع “حزب الله” لكن كان لي خيار رابع هو تدمير القدرات الصاروخية للحزب”.
وتابع: “دمرنا ما بين 70 و80 في المئة من المنظومة الصاروخية لـ”حزب الله” لكنه لا يزال يمتلك قدرات صاروخية، ولو أقدم الحزب على تنفيذ مخططه لكان الأمر أكبر بكثير مما عليه الوضع في غزة”.