فيما يصل الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت اليوم لفت مصدر أميركي مطلع على سير المفاوضات لـ «نداء الوطن» إلى أن «الرد اللبناني تضمن ملاحظات على الورقة الأميركية، ومن منطلق أن الإدارة الأميركية الحالية تحاول إحداث خرق ما في مسار المفاوضات، لتحقيق إنجاز أو لسرقته من درب إدارة الرئيس دونالد ترامب المقبلة، عاد هوكستين إلى بيروت رغم أن العديد من البنود لا تزال غامضة. وعلمت «نداء الوطن» أن إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب اكتفت بمنح هوكستين الضوء الأصفر أي لا أخضر ولا أحمر، بحيث لا تبدو كمن يتدخل بسياسة إدارة على وشك الرحيل.
في هذا السياق نقلت مصادر دبلوماسية أميركية مطلعة على مسار المفاوضات أن «هوكستين قبل شهر أيلول الفائت ليس كما بعده، بمعنى أن قبول الأميركي بوقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701، بما يختص بجنوب الليطاني فقط، قد توسع ليشمل البحث في وضعية «حزب الله» بعد سيطرته على مفاصل الدولة اللبنانية، وضرورة تفكيك ترسانته وبنيته التحتية على كامل تراب الوطن ومنعه من التزود بالسلاح عبر المعابر غير الشرعية».
تضيف المصادر «إن محاولات التحايل على البند الوارد في الورقة الأميركية والذي ينص على حق إسرائيل في التدخل في حال عدم نجاح لجنة المراقبة الدولية في القيام بمهامها، يدفع بالإدارة الأميركية إلى التشدد في تكريس هذا البند في حال حصول خروقات، وهي مصرّة على تنفيذ القرار 1701 بمندرجاته كاملة، بما لا يلغي الإشارة إلى القرار 1559». وتشير المصادر في هذا السياق إلى أن «سبب التشدد الأميركي مرده إلى ما نتج عن تفاهم «حرب نيسان» في العام 1996 والذي تضمن لجنة مراقبة ورصد ضمت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا ولبنان وإسرائيل وسوريا». وتعتبر المصادر أن «واشنطن أخطأت حينها لأنها سمحت بإضفاء شرعية ما على «حزب الله»، كما تبدي الإدارة الأميركية امتعاضاً من التساهل الفرنسي في شروط التفاوض وتضعه في خانة ممالقة إيران لحسابات اقتصادية. وكشفت المصادر الأميركية أن «الجنرال الأميركي الذي سيترأس لجنة المراقبة قد يتم تعيينه من القيادة الوسطى الأميركية والتي أصبحت إسرائيل جزءاً منها في دلالة واضحة على تشدد الموقف الأميركي في المراقبة بحزم، في حين يحاول الرئيس بري إدخال عضو عربي إضافة إلى العضو الفرنسي.