اكّدت اوساط سياسية مطلعة لـ”الجمهورية” انّ ردّ “حزب الله” النوعي امس على الاعتداءات الاسرائيلية أعاد خلط الأوراق في الميدانين العسكري والسياسي وفرض وقائع جديدة لا يمكن لقيادة الاحتلال ان تتجاهلها، الّا إذا اصرّت على التصرف كالنعامة وان تدفن رأسها في الرمال حتى لا تعترف بالحقائق.
واشارت الاوساط إلى انّ القوة النارية غير المسبوقة التي استخدمها الحزب لقصف وسط الكيان الاسرائيلي وصولاً الى تل أبيب، مرات عدة يوم امس، نسفت كل التقديرات الإسرائيلية التي كانت مبنية على فرضية انّ غالبية القوة الصاروخية النوعية للمقاومة دُمّرت وانّ قدرته على الصمود تآكلت، وبالتالي أثبت الحزب انّه لا يزال قادراً على إيلام الكيان بقوة من خلال الاستهداف المكثف لشماله ووسطه بمئات الصواريخ، الأمر الذي يعني انّ الحرب الإسرائيلية الواسعة على لبنان فشلت بعد شهرين من بدئها في تحقيق أبسط أهدافها وهو إعادة الأمن والنازحين إلى المنطقة الشمالية، بل انّ حالة الإضطراب والنزوح امتدت من الجليل إلى قلب الكيان.
واعتبرت الأوساط انّ الضربات التي وجّهها الحزب إلى داخل الكيان تحمل رسالة مفادها أنّ عليه الّا يعوّل على الوقت لتحسين شروطه الميدانية والتفاوضية، بل انّ الوقت يمنح المقاومة فرصة لاستخدام مزيد من الأوراق التي لم تستعملها بعد، ولذلك يجب على نتنياهو ان يقبل بوقف إطلاق النار وفق ما تمّ التفاهم عليه بين المفاوض اللبناني وهوكشتاين، وعدم التوهم انّ في إمكانه تحصيل مكاسب إذا تعمّد إطالة أمد الحرب.
ولفتت الاوساط إلى أنّ قصف تل أبيب الكبرى كرّس معادلة “تل أبيب في مقابل بيروت” التي أطلقها الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم قبل أيام.