الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الحدودية والمدنيين خلال اليومين الماضيين لن تؤدي الى انعكاسات سلبية على تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار على أرض الواقع

0
18

في اليوم الثاني من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، واصل العدو الإسرائيلي خروقه للاتفاق، حيث أطلق الجيش قذيفة باتجاه أطراف بلدة عيتا الشعب ورشقات نارية باتجاه أطراف بلدتي مارون الرأس وعيترون. كما تعرض الأهالي الذين حاولوا الوصول إلى منازلهم على أطراف مدينة بنت جبيل لإطلاق النار من قبل جنود العدو المتمركزين في مارون الراس. كما استهدف ساحة بلدة الطيبة، وبلدة الخيام وسهل مرجعيون بالقذائف المدفعية، كما سُمعت رشقات رشاشة في الخيام. وسجلت غارتان من طيران حربي على منطقة قعقعية الصنوبر قضاء صيدا. وزعمت القناة 14 الإسرائيلية أن «قوات الجيش هاجمت بطائرة مقاتلة منطقة صيدا في جنوب لبنان بعد رصد تهديد». وأفيد عن جرح شخصين في بلدة مركبا، جراء استهداف جيش العدو للساحة فيها، وعملت جمعية الرسالة – فوج بني حيان على نقلهما إلى المستشفى. كما أطلقت دبابة ميركافا قذيفة على بلدة الوزاني. واستهدفت دبابة اسرائيلية أيضاً أطراف كفرشوبا بقذيفتين.
وكرر جيش العدو تحذيره لأهالي الجنوب «بمنع التنقل بتاتاً أو الانتقال جنوب نهر الليطاني ابتداء من الساعة الخامسة مساء وحتى الساعة السابعة صباحًا يوم غد». فيما أفادت القناة 13 الإسرائيلية، بأن «رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعقد مشاورات أمنية الليلة (أمس) لبحث مواصلة الحرب على جبهات عدة».
ووفق مصادر مطلعة على موقف المقاومة فإن الاعتداءات الإسرائيلية تظهر بشكل واضح أن العدو لم يحقق أهداف الحرب خلال أكثر من شهرين من الحرب الشاملة على لبنان، حيث لم يستطع القضاء على المقاومة ليس فقط في جنوب الليطاني بل في الشريط الحدودي، حيث بقي المقاومون يطلقون صواريخهم باتجاه قوات الاحتلال من الخيام وعيتا الشعب وكفركلا، وبالتالي سقط هدف العدو بوقف إطلاق الصواريخ الى كامل مدن ومستوطنات الشمال وصولاً الى تل ابيب وما بعدها، وكما فشل في «إقامة المنطقة العازلة على طول الحدود، وإعادة الأمن الى الشمال تمهيداً لعودة المستوطنين»، لذلك وبحسب ما تشير المصادر لـ»البناء» فإن «مشهد العودة السريعة والفورية للجنوبيين إلى قراهم لا سيما الحدودية فاجأ العدو وصدمه، في وقت يرفض المستوطنون العودة حتى الساعة، ما يعد ضربة إضافية للحكومة الإسرائيلية أظهرت حجم الهزيمة التي تلقاها».
وشددت المصادر على بيان الإعلام الحربي لحزب الله أمس الأول، الذي أكد على أن المقاومة تتابع وترصد تحركات العدو واعتداءاته ويدها ستبقى على الزناد وقد لا تبقى مكتوفة الأيدي إزاء هذه الاعتداءات، ودعت المصادر الدولة اللبنانية والجيش اللبناني وقوات اليونفيل والأمم المتحدة الى وقف مسلسل الخروق للقرار 1701، مشيرة الى أن استمرار هذه الاعتداءات والخروق سيمنح المقاومة حق الرد.
وحاول رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو التخفيف من وطأة الهزيمة وفشل جيشه بتحقيق الأهداف بالحرب على لبنان، وتهدئة انتقادات الجبهة السياسية والاستيطانية الداخلية التي اعتبرت اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان بالاستسلام المخجل، وبأنه لا يشكل ضمانة لعودة المستوطنين الى مستوطنات الشمال، وذلك عبر سلسلة تصريحات زعم خلالها أنه «أصدر تعليماته للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لحرب واسعة النطاق في لبنان حال حدوث انتهاك لوقف إطلاق النار».
وادعى في مقابلة نقلتها القناة 14 الإسرائيلية، أنه «تمت إزالة التهديد من الشمال»، زاعماً أنه «لم أقل إن ما يجري هو وقف للحرب بل وقف لإطلاق النار وقد يكون قصيرا». كما زعم نتنياهو «أننا حققنا من الحرب في لبنان ما كنا نريد تحقيقه وسنستغل وقف إطلاق النار من أجل التسلح وتصنيع السلاح بشكل واسع».
واستبعدت أوساط دبلوماسية غربية عبر «البناء» أن تؤدي الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الحدودية والمدنيين خلال اليومين الماضيين، الى انعكاسات سلبية على تطبيق الاتفاق على أرض الواقع، مشيرة الى ضرورة التزام كل الأطراف بمندرجات هذا الاتفاق للحفاظ على الأمن والاستقرار على الحدود ولتجنب أي حرب مدمرة كالتي شاهدناها خلال العام الماضي وخاصة الشهرين الماضيين.
وأكد الاتحاد الأوروبي، الالتزام بدعم الجيش اللبناني واليونيفيل حتى يمكن تنفيذ قرار الأمم المتحدة رقم 1701. وقال: «على السياسيين اللبنانيين انتخاب رئيس بسرعة لبناء دولة قوية ذات سيادة بعد عامين من الفراغ».
وفي موازاة تعزيز انتشار الجيش في قطاع جنوب الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، باشرت الوحدات العسكرية تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرقات وتفجير الذخائر غير المنفجرة. وتأتي هذه المهمات في سياق الجهود المتواصلة التي يبذلها الجيش بهدف مواكبة حركة النازحين، ومساعدتهم على العودة إلى قراهم وبلداتهم، والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.
ونفى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، في تصريح، ما يتم تداوله عن ترسيم الحدود اللبنانية ودفع نهر الليطاني في خريطة واردة في اتفاق وقف إطلاق النار، وقال إن ذلك «غير صحيح».
وشدد على أن «الجيش موجود في كل النقاط على امتداد الخط الأزرق وكامل الأراضي اللبنانية».