الجولاني عبر ال “CNN “: نسعى للإطاحة بالرئيس الاستبدادي بشار الأسد

0
23

في أول مقابلة إعلامية له منذ سنوات، في مكان غير معلوم في سوريا، تحدّث الجولاني عن “خطط لتشكيل حكومة قائمة على المؤسسات ومجلس يختاره الشعب”.

وقال: “عندما نتحدّث عن الأهداف، يبقى هدف الثورة هو إسقاط هذا النظام… من حقنا أن نستخدم كل الوسائل المتاحة لتحقيق هذا الهدف… لقد كانت بذور هزيمة النظام موجودة دائماً في داخله… حاول الإيرانيون إحياء النظام، وشراء الوقت له، وبعد ذلك حاول الروس أيضاً دعمه، لكن الحقيقة تبقى: هذا النظام مات”.

وقوى المعارضة السورية لا مركزية وتتكون من أيديولوجيات مختلفة، وإن كانت متحدة بهدف مشترك يتمثل في قلب نظام الأسد، لكن جذور هيئة تحرير الشام والجولاني في الحركات الإسلامية المتطرفة ألقت بظلالها على طموحاته.

وسعى الجولاني لإبعاد “هيئة تحرير الشام” عن تنظيم “القاعدة”، بعدما صنّفتها الولايات المتحدة منظمة إرهابية أجنبية في عام 2018، وخصّصت مكافأة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنها.

حاورت شبكة “سي أن أن” الجولاني في وضح النهار، على عكس حياته التي لطالما عاشها في الظلّ. وتزامنت المقابلة مع سيطرة الفصائل المسلّحة على كامل مدينة حماة الاستراتيجية أمس الخميس.

وكان الظهور الأول للجولاني بشكل علني في قلعة حلب التاريخية، بعد السيطرة عليها منذ أيام.

ويقول الجولاني لـ”سي أن أن” إنّه مرّ بفترات من التحوّل على مر السنين: “سيكون للشخص في العشرينات من عمره شخصية مختلفة عمّا هو الثلاثينيات أو الأربعينيات أو الخمسينيات… هذه هي الطبيعة البشرية”.

بدأ الجولاني مسيرته كمقاتل شاب في صفوف تنظيم “القاعدة” ضدّ الولايات المتحدة في العراق. وبعد عودته إلى وطنه خلال الحرب الأهلية السورية، قاد فرع الجماعة الإرهابية في سوريا عندما كانت تحت اسم “جبهة النصرة”، واستمرّ في قطع العلاقات مع تنظيم “القاعدة” وتطورت منظمته إلى “هيئة تحرير الشام”، المعروفة أيضاً باسم “منظمة تحرير الشام”، في أوائل عام 2017.

وتُعدّ مقابلة الجولاني مع شبكة “سي أن أن”، الخميس، بمثابة “تغيير جذري للخطاب المتشدّد” الذي انتهجه خلال أول مقابلة تلفزيونية له في عام 2013، مع قناة “الجزيرة” القطرية، حينما ظهر وجهه مع خلفية من الظلّ، وركّزت تصريحاته حينذاك على تعزيز فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا

وطرح الجولاني، الخميس، رؤية مختلفة لسوريا، واستخدم علانية أيضاً اسمه الحقيقي للمرة الأولى – أحمد الشرع – بدلاً من الاسم الحركي الذي يُعرف به على نطاق واسع.

ومع توسّع التقدم العسكري للفصائل المسلّحة في الأراضي السورية، أصرّ الجولاني على أنّه “ليس لدى المدنيين ما يخشونه في إدارة المناطق التي يسيطر عليها المسلّحون في سوريا”، وأضاف أنّ “الأشخاص الذين يخشون الحكم الإسلامي إمّا أنّهم رأوا تطبيقات غير صحيحة له أو لم يفهموه بشكل صحيح”. كما اعتقد أنّه إذا نجحت الفصائل المسلّحو في الإطاحة بنظام الأسد، فسيتحوّل إلى “دولة حكم ومؤسسات وما إلى ذلك”.

وادّعت “هيئة تحرير الشام” إنّها تعمل على “طمأنة المدنيين الذين عانوا من الاضطهاد على أيدي الجماعات المتطرفة والجهادية في الحرب الأهلية المستمرة منذ عقد من الزمن في سوريا”، لافتةً إلى أنّها “بذلت قصارى جهدها لتُخبر المسيحيين والأقليات الدينية والعرقية الأخرى علناً أنهم سيعيشون بأمان تحت حكمها”.

وعندما سُئل عن المخاوف على سلامة المدنيين، وقال الجولاني: “كانت هناك بعض الانتهاكات ضد الأقليات، من قبل أفراد معينين خلال فترات الفوضى، لكننا عالجنا هذه القضايا… لا يحقّ لأحد أن يمحو مجموعة أخرى”، وقال إنّ “هذه الطوائف تتعايش في هذه المنطقة منذ مئات السنين، ولا يحق لأحد القضاء عليها”.

مع ذلك، دقّت جماعات حقوق الإنسان ومراقبون محليون ناقوس الخطر حول ممارسات “هيئة تحرير الشام” في الآونة الأخيرة للمعارضين السياسيين في إدلب، معبترين أنّ “الهيئة شنّت حملات قمع قاسية على الاحتجاجات وقامت بتعذيب وإساءة معاملة المنشقين”.

وفي هذا الإطار، قال الجولاني لـ”سي أن أن” إنّ “حوادث الانتهاكات في السجون لم تتم بأوامرنا أو توجيهاتنا، وقد قامت هيئة تحرير الشام بالفعل بمحاسبة المتورطين فيها”.

كما عارض الجولاني تصنيف “هيئة تحرير الشام” كمنظمة إرهابية، واصفاً إياها بأنّها “سياسية في المقام الأول، وفي الوقت نفسه، غير دقيقة”، معتبراً أن بعض “الممارسات الإسلامية المتطرفة خلقت انقساماً بين هيئة تحرير الشام والجماعات الجهادية”، كما ادّعى أنّه “يعارض بعض الأساليب الأكثر وحشية التي تستخدمها الجماعات الأخرى والتي أدت إلى قطع علاقاته معهم”، زاعماً أنّه “لم يشارك شخصياً قط في الهجمات على المدنيين”.

إلى ذلك، أعرب الجولاني عن رغبته في خروج القوات الأجنبية من سوريا، إذ توجد حاليّاً قوات من الولايات المتحدة وتركيا وروسيا وإيران بالإضافة إلى وكلاء إيرانيين في البلاد، وقال: “أعتقد أنّه بمجرد سقوط هذا النظام، سيتم حل المشكلة، ولن تكون هناك حاجة لبقاء أي قوات أجنبية في سوريا”

أضاف لـ”سي أن أن”: “سوريا تستحق نظام حكم مؤسّسي، وليس نظاماً يتخذ فيه حاكم واحد قرارات تعسفية”.

وتابع الجولاني: “نحن نتحدّث عن مشروع أكبر – نتحدث عن بناء سوريا… هيئة تحرير الشام مجرد جزء من هذا الحوار، وقد تتفكك في أي وقت، إنها ليست غاية في حد ذاتها، بل وسيلة لأداء مهمة: مواجهة هذا النظام”.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا