كتبت صحيفة “النهار” تقول:
يبدو لبنان من اكثر دول المحيط السوري اهتماما وترقبا وتحوطا لتداعيات الحدث السوري المتدحرج والذي بات يخطف أنظار العالم بأسره بفعل الانهيار السريع القياسي للجيش السوري امام تقدم صاعق للفصائل المعارضة التي تساقطت تحت هجماتها كبريات مدن سوريا من حلب إلى حماه الى حمص على نحو مذهل . وإذ أرغم هذا الحدث لبنان على اتخاذ إجراءات استثنائية على حدوده الشرقية والشمالية البرية مع سوريا في وقت أمعنت فيه إسرائيل في الإغارة على الجانب السوري من المعابر الشمالية ، ارتسمت مع الانهيار الواضح والمتسارع المتدرج للنظام السوري كما يبدو من التراجعات الضخمة لقواته العسكرية صورة ذات طابع استثنائي تاريخي قد تكون المنطقة امام تداعياتها الكبيرة اذا مضت الأمور نحو اسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد ، الاحتمال الذي صار واردا بكل قوة واقرب من أي وقت مضى . الإسقاط المرجح او المحتمل للنظام السوري سيرسم الكثير مما يصعب إبرازه من التداعيات الان قبل التيقن من مسار التطورات الجارية في سوريا. ولكن من ابرز التداعيات الفورية التي بدأت تترجم على الأرض قطع وسائل التواصل الميداني بين “حزب الله” وقوات النظام عبر الغارات الإسرائيلية على المعابر البرية كما عبر السيطرة الكاملة للمعارضين على معظم المناطق السورية وتهديدهم النظام في قلب دمشق وما تبقى لجيشه من سيطرة ؟
هذا التطور يقود إلى الأعمق في معادلة تحالف “حزب الله” مع نظام بشار الأسد واثار انهيار النظام على ما تبقى من قدرات الحزب اذ يشكل هذا الانهيار الضربة الاستراتيجية القاصمة الثانية للحزب بعد الضربات الكبيرة التي أصابته جراء الحرب الإسرائيلية عليه بما يثير التساؤلات الكبرى عن مصيره كلا بعد هذين الزلزالين.