*من هو المخرّب” الخطير بفنه وينقاد الى الحرية!..*

0
35

تتصف المنجزات الفنية لدى جاد زيتوني بجمالية “المواجهة”، وبأسلوب فني يستبطن في احشائه أكثر من اتجاه تعبيري، وأكثر من سؤال. يقوم الفنان الى لوحته بدفعٍ تلقائي حاد لا يسبقه تحضير على وتيرة هادئة. دون خوف يبدأ. بلون يرسم، وباللون يمحو ما يرسمه دون كلل، من بداية اللوحة حتى بلوغها. يأخذ جاد زيتوني بالمجازفة المتواصلة ولا يتورّع عن استعمال اللون الأخضر الخطير. وإذا أنعمنا النظر، نقع على تأليف اللوحة الذي يتعرض بدوره لانزياحات وتبدلات تبعدنا عن النظرة السائدة بأن التأليف هو عنصر ثابت في اللوحة. مخاطرة، بل تخريب متواصل على مستوى اللون، واستدراج لمروحة ألوان غنية من دون الوقوع في ابتذال. هذا اللامنطق في إلقاء اللون هو أكثر ما يشدنا في أعمال جاد زيتوني. ليست الموهبة المتمثلة في معرفة التقنيات وكيفية تنظيم سطح العمل، هما ما يسترعيان انتباهنا، بل ذاك المزاج الخفي، المتقلب على الدوام، وكيفية إدغامه في باطن العمل.

جمالية الحرية مفهوم الجمالية في أعمال جاد زيتوني هي نشاط حر، قَلِق في التفكير. الحرية عند الفنان تكشف الانفعالات والمخيلة والحدس، وتسمح برؤية طبيعة الفنان المزدوجة بين عقل وحساسية. يحسن الفنان المزاوجة بين الفن الحديث والفن القديم “الكلاسيكي”، في أسلوب حيّ وخاص. يأخذ التراث ويدخله في دائرة الحديث، يوجده ويبرهن عليه. هو لا يستقر على موضوع مدة طويلة، ما دام الموضوع “بناء” أبكم، ما لم تأخذه يد الفنان لتمسّه وتفتن به. نراه لا يستغرق طويلاً في موضوع محدد، على قَلَقٍ كأن الريح تحته يوجّهُها جنوباً أو شمالا. قد يرسم وجهه أو وجوه الأصدقاء، أبيه، أو مجموعة لوحات تحت عنوان “قاطع الأعشاب”. نجد لوحة لكلبه، لنساء ورجال، وأخرى للفنان آندي وارهول ومجموعة “المهرج”، أينشتاين، ثم فيروز…

جاد زيتوني ابن قبيع اللبنانية، فنان صقل تجربته الفنية بدراسة فردية دؤوبة. قناعته أن الرسم موهبة على المرء أن يتعمق لكشف خفاياها برحلة اكتشاف الذات. له معارض فردية في “كليم غاليري” ببيروت، وكان له حديثاً معرض فردي في “ساتشي غاليري” بلندن.