يمتلك “حزب الله” شبكة اتصالات داخلية من خارج الشبكة اللبنانية، ومن خارج القوانين والانظمة اللبنانية. فما مصيرها بعدما وضعت الحرب أوزارها؟ وهل يعيد ترميمها؟ تلك الشبكة التي فجرت احداث 7 ايار 2008 بعدما قرر مجلس الوزراء السؤال عنها بعدما تمددت الى قلب بيروت ضاربة بعرض الحائط كل القوانين.
يعتمد “حزب الله” على شبكته الداخلية الآمنة من التنصت الإسرائيلي وعلى اجهزة بترددات يعتبرها آمنة، بخلاف ما تبيّن من جراء تفجيرات اجهزة البيجر في 17 ايلول الفائت.
يؤكد خبراء عسكريون أن وجود شبكة اتصالات أمر بديهي للتواصل بين القيادة والعناصر على الجبهات، وقد تختلف أشكال تلك الشبكة سواء كانت أرضية أو من خلال أجهزة الاتصالات.
بيد أن التجربة الأخيرة خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان أظهرت خروقا لوسائل الاتصال في ظل التقدم التكنولوجي لتل أبيب ومتابعتها مختلف الأجهزة، وما تفجير “البيجر” سوى نموذج من تلك المتابعة، وإن يكن ذلك غير مسبوق في تاريخ الحروب.
يؤكد العميد المتقاعد خليل حلو لـ”النهار” أن “شبكة اتصالات الحزب موجودة ومشفرة، بدليل أنها كانت شغالة بعد مقتل السيد حسن نصرالله بعشرة أيام، وبدت فعالة خلال تنسيق العمليات، وشاهدنا ذلك التنسيق الكامل للعمليات في الجنوب مع غرفة القيادة التي كانت تصدر بيانات المقاومة، وكذلك البيانات عن إطلاق الصواريخ من أماكن عدة، ومنها البقاع في اتجاه الجنوب، وكل ذلك لا يمكن أن يتم من دون شبكة اتصالات”.
ويلفت حلو إلى أن لدى “حزب الله” أجهزة مصنعة إيرانيا، وأن الشبكة مقفلة وليست مفتوحة كما هي حال الشبكة العادية، والأمر ينسحب على بنتيه التحتية الخاصة والمنفصلة عن البنية التحتية لوزارة الاتصالات.
ترميم شبكة الاتصالات أمر محتم بحسب ما يجمع عليه المتابعون، ويترافق مع إعادة ترميم البنية العسكرية والتنظيمية.
لكن ما حدث في أيار 2008 لجهة قرار الحكومة تفكيك شبكة الاتصالات التابعة لـ”حزب الله” لا يزال ماثلا، على الرغم من تبدل الظروف، وقد يتكرر مشهد الاعتراض على الترميم، ويفتح جدلاً متجدداً حياله.