مع سقوط نظام بشار الأسد وفراره من البلاد في الثامن من الشهر الجاري، عقب تقدم قوات المعارضة السورية وسيطرتها على العاصمة والمدن الكبرى، بدأت تظهر أسرار النظام السوري ووثائق تتعلق بانتهاكاته على مختلف الأصعدة العسكرية، المالية، الأمنية، والسياسية.
وكانت تقارير سابقة قد أشارت إلى شبهات تحيط بوفاة لونا الشبل، مستشارة الأسد المقربة، بخاصة بعد إبعادها عن دائرته المقربة قبل الإعلان عن وفاتها إثر حادث سير.
وأوضح الباحث السياسي نضال السبع، في لقاء تلفزيوني، أن الأسد قام بتصفية لونا الشبل في إطار خطة مسبقة للتنحي ومغادرة البلاد. وأكد أن الأسد بدأ منذ مطلع العام الجاري بنقل أموال من سوريا إلى روسيا، وقام بتصفية أشخاص مطلعين على تلك العمليات، من بينهم الشبل ومحمد براء قاطرجي، الذي كان مسؤولًا عن تجارة النفط لصالح الأسد مع تنظيم داعش.
وأشار السبع إلى أن قاطرجي لم يُقتل على الحدود السورية-اللبنانية بقصف إسرائيلي كما أعلن النظام، بل اغتيل بأوامر من الأسد للتخلص من شهود على عمليات نقل الأموال. واعتبر أن اغتيال لونا الشبل جاء ضمن سلسلة تصفيات مشابهة.
كما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن إعلان وفاة الشبل بحادث سير جاء بعد اعتقال شقيقها، العميد ملهم الشبل، ووضعه قيد الإقامة الجبرية، مما زاد من الشكوك حول الحادثة. كما ذكرت مصادر أن سيارة الشبل تعرضت لتضرر متعمد أكثر من مرة، مما يشير إلى أن وفاتها لم تكن عرضية.
ومع سقوط النظام وتكشف الوثائق والشهادات، يُتوقع ظهور المزيد من الأدلة التي تسلط الضوء على عمليات اغتيال نُفذت بأوامر مباشرة من الأسد، في إطار التخلص من الشهود والمعارضين داخل دائرته.