أقرّ مراسل إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن بلدة العديسة، الواقعة في جنوب لبنان، “ستبقى في الأذهان باعتبارها القرية التي شهدت إحدى أصعب المعارك في الحرب”، وذلك بعد الكمّين الذي نصبه حزب الله لمقاتلي وحدة “إيغوز” الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة.
الحادثة، التي وقعت في العديسة – المحافر، أسفرت عن مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين، وأظهرت حجم الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها الجيش الإسرائيلي في تلك المعركة.
وفقاً للاعترافات الرسمية للجيش، فإن نخبة من جنود وحدة “إيغوز” وقعوا في كمين محكم نفّذه حزب الله خلال محاولتهم التسلل إلى البلدة من جهة خلة المحافر. هذا الهجوم الواسع أجبر القوات الإسرائيلية على التراجع بعد أن تكبدت خسائر فادحة.
وأشارت التقارير إلى أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 8 جنود إسرائيليين، بينهم اثنان برتبة نقيب، فضلاً عن إصابة أكثر من 40 آخرين. وبسبب حجم الخسائر، اضطر الجيش الإسرائيلي للاستعانة بـ4 مروحيات على الأقل لإجلاء القتلى والجرحى من المنطقة.
تُعتبر معركة العديسة واحدة من أبرز المحطات في المواجهات الأخيرة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في جنوب لبنان. في تلك المعركة، كان حزب الله قد نجح في تنفيذ عملية نوعية كبدت الجيش الإسرائيلي خسائر كبيرة، مما دفعه إلى الاعتراف بها علنًا، رغم محاولاته المستمرة لتقليص أهمية الهجمات التي يواجهها من قبل المقاومة اللبنانية.
ومع تزايد خسائر جيش الاحتلال في المعارك التي جرت على الحدود اللبنانية، لا سيما في لواء “غولاني”، والذي تعرض لأكبر الخسائر منذ تأسيسه في 1948، كما أكده النائب السابق لقائد اللواء، العميد في الاحتياط يوآلي أور، كان لا بد لإسرائيل من الانصياع لضغوط الوضع.
ومع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني، فقد أُجبر الجيش الإسرائيلي على التراجع، بعد أن تكبّد خسائر بشرية ومادية ثقيلة، لا سيما في صفوف وحدات النخبة مثل لواء “غولاني”، الذي شهد تداعيات هذه المعركة باعتبارها واحدة من أكبر الخسائر التي تعرض لها منذ تأسيسه. هذا الحادث يُظهر كيف أن المقاومة اللبنانية قد فرضت تحديات على الجيش الإسرائيلي كانت أكبر من توقعاته، وهو ما جعل “العديسة” تظل في الذاكرة كنقطة تحول حاسمة في هذا الصراع.