حكمت محكمة فرنسية، الخميس، على الرئيس الفرنسي السابق، نيكولا ساركوزي، بالسجن لمدة عام بعد إدانته بتمويل حملة إعادة انتخابه الفاشلة عام 2012، بشكل غير قانوني.
ويأتي هذا الحكم بعد ستة أشهر من حكم آخر عليه بالسجن بتهمة فساد.
ومن غير المرجح أن يقضي ساركوزي، 66 عاما، العقوبة في السجن، إذ أعلن محاميه، تييري هيرزوغ، أنه سوف يستأنف الحكم. كما أن قاضية المحكمة قالت إنها ستفكر في السماح لساركوزي بقضاء العقوبة في منزله مرتديا سوار الكاحل الإلكتروني.
لم يحضر ساركوزي سوى يوم واحد خلال فترة محاكمته التي استمرت خمسة أسابيع، ما أثار حفيظة المدعين الذين اتهموه بالتصرف “وكأنه غير مسؤول أمام القانون مثل أي شخص آخر”.
ويمثُل ساركوزي، الذي ينفي الاتهامات، مع ثلاثة عشر شخصا آخر متهمين بالقيام بأدوار في الفضيحة المعروفة باسم “بيغماليون”.
ويواجه هؤلاء اتهامات بإنفاق مفرط بلغ عشرات ملايين اليوروهات على حملة إعادة انتخاب ساركوزي وبتمويل شركة علاقات عامة للتغطية على العملية.
وتعد هذه هي آخر المعارك القضائية التي يخوضها ساركوزي الذي أدين في تهمة فساد في وقت سابق من العام الجاري.
تضع فرنسا حدودا صارمة للإنفاق في الحملات الانتخابية. وتعين السلطات حدًا أقصى لهذا الإنفاق عند حوالي 27.5 مليون دولار.
ويقول الادعاء الفرنسي إن حزب “الاتحاد من أجل حركة شعبية” الذي ينتمي إليه ساركوزي أنفق حوالي ضعف المبلغ المشار إليه عبر تنظيم مسيرات وفعاليات فارهة.
ولإخفاء حجم النفقات، لجأ الحزب إلى شركة علاقات عامة تدعى “بيغماليون” لنسبة فاتورة المبلغ للحزب لا لحملة الانتخابات، وفق الادعاء.
وينكر ساركوزي، 66 عاما، الاتهامات الموجهة إليه والكافية حال إدانته فيها بأن يقضي عاما في السجن وبأن يغرّم بحوالي 4600 دولار.
وأقرّ جيرومي لافريلو، الذي كان نائبا لمدير حملة ساركوزي الانتخابية عام 2012 وأحد المتهمين الـ 13، بالإشراف على عملية إخفاء التمويلات. لكنه قال إنه تصرّف من تلقاء نفسه.
وأقرّ غي ألفيس، أحد مؤسسي شركة بيغماليون ويخضع أيضا للمحاكمة، بالتلاعب في فاتورة تمويل الحملة.
من هو نيكولا ساركوزي؟
تولى ساركوزي الرئاسة مدة خمس سنوات منذ عام 2007، وتبنّى سياسات صارمة مناهضة للهجرة، وسعى لإصلاح الاقتصاد الفرنسي خلال فترة رئاسية طغت عليها الأزمة المالية العالمية.
ورأى نقاد أن أسلوب قيادته اتسم بالتهور الشديد، ومدفوع بالمشاهير، ومفرط في النشاط بالنسبة لمنصب يتسم بتقاليد صارمة.
وتعززت صورة ساركوزي كواحد من المشاهير بزواجه من عارضة الأزياء والمغنية كارلا بروني عام 2008. وفي عام 2012، خابت مساعي إعادة انتخابه للرئاسة أمام الاشتراكي فرانسوا هولاند.
ومنذ ذلك الوقت، أصبح هدفا لعدة تحقيقات جنائية.
وفي الأول من مارس/آذار الماضي، حُكم على ساركوزي بالسجن ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ في سنتين منها، وذلك لإدانته في اتهام بمحاولة رشوة قاضٍ عام 2014 -بعد أن ترك منصبه- من خلال اقتراحه بأن يؤمّن له وظيفة مرموقة مقابل الحصول على معلومات بشأن قضية منفصلة.